وصدرها وَهِي تعذبها كَمَا عذبتها فِي الدُّنْيَا بِالْحَبْسِ والجوع وَهَذَا عَام فِي سَائِر الْحَيَوَان وَكَذَلِكَ إِذا حملهَا فَوق طاقتها تقتص مِنْهُ يَوْم الْقِيَامَة لما ثَبت فِي الصَّحِيحَيْنِ أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ بَيْنَمَا رجل يَسُوق بقرة إِذْ ركبهَا فضربها فَقَالَت إِنَّا لم نخلق لهَذَا إِنَّمَا خلقنَا للحرث فَهَذِهِ بقرة أنطقها الله فِي الدُّنْيَا تدافع عَن نَفسهَا بِأَنَّهَا لَا تؤذى وَلَا تسْتَعْمل فِي غير مَا خلقت لَهُ فَمن كلفها غير طاقتها أَو ضربهَا بِغَيْر حق فَيوم الْقِيَامَة تقتص مِنْهُ بِقدر ضربه وتعذيبه قَالَ أَبُو سُلَيْمَان الدَّارَانِي ركبت مرة حماراً فضربته مرَّتَيْنِ أَو ثَلَاثًا فَرفع رَأسه وَنظر إِلَيّ وَقَالَ يَا أَبَا سُلَيْمَان هُوَ الْقصاص يَوْم الْقِيَامَة فَإِن شِئْت فأقلل وَإِن شِئْت فَأكْثر قَالَ فَقلت لَا أضْرب شَيْئا بعده أبداً وَمر ابْن عمر بصبيان من قُرَيْش قد نصبوا طيراً وهم يرمونه وَقد جعلُوا لصَاحبه كل خاطئة من نبلهم فَلَمَّا رَأَوْا ابْن عمر تفَرقُوا فَقَالَ من فعل هَذَا لعن الله من فعل هَذَا إِن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لعن من اتخذ شَيْئا فِيهِ الروح غَرضا وَالْغَرَض كالهدف وَمَا يرْمى إِلَيْهِ وَنهى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَن تصبر الْبَهَائِم يَعْنِي أَن تحبس للْقَتْل وَإِن كَانَ مِمَّا أذن الشَّرْع بقتْله كالحية وَالْعَقْرَب والفأرة وَالْكَلب الْعَقُور قَتله بِأول دفْعَة وَلَا يعذبه لقَوْله عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام إِذا قتلتم فَأحْسنُوا القتلة وَإِذا ذبحتم فَأحْسنُوا الذبْحَة وليحد أحدكُم شفرته وليرح ذَبِيحَته وَكَذَلِكَ لَا يحرقه بالنَّار لما ثَبت فِي الحَدِيث الصَّحِيح أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم