مَنَامِي كَيْت وَكَيْت وَلم يكن رأى شَيْئا وَقَالَ ابْن مَسْعُود رَضِي الله عَنهُ لَا يزَال العَبْد يكذب ويتحرى الْكَذِب حَتَّى ينكت فِي قلبه نُكْتَة سَوْدَاء حَتَّى يسود قلبه فَيكْتب عِنْد الله من الْكَاذِبين فَيَنْبَغِي للْمُسلمِ أَن يحفظ لِسَانه عَن الْكَلَام إِلَّا كلَاما ظَهرت فِيهِ الْمصلحَة فَإِن فِي السُّكُوت سَلامَة والسلامة لَا يعدلها شَيْء وَفِي صَحِيح البُخَارِيّ عَن أبي هُرَيْرَة رَضِي الله عَنهُ عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ من كَانَ يُؤمن بِاللَّه وَالْيَوْم الآخر فَلْيقل خيراً أَو ليصمت فَهَذَا الحَدِيث الْمُتَّفق على صِحَّته نَص صَرِيح فِي أَنه لَا يَنْبَغِي للْإنْسَان أَن يتَكَلَّم إِلَّا إِذا كَانَ الْكَلَام خيراً وَهُوَ الَّذِي ظَهرت مصْلحَته للمتكلم قَالَ أَبُو مُوسَى قلت يَا رَسُول الله أَي الْمُسلمين أفضل قَالَ من سلم الْمُسلمُونَ من لِسَانه وَيَده وَفِي الصَّحِيحَيْنِ إِن الرجل ليَتَكَلَّم بِالْكَلِمَةِ مَا يتَبَيَّن فِيهَا أَي مَا يفكر فِيهَا بِأَنَّهَا حرَام يزل بهَا فِي النَّار أبعد مِمَّا بَين الْمشرق وَالْمغْرب وَفِي موطأ الإِمَام مَالك من رِوَايَة بِلَال بن الْحَارِث الْمُزنِيّ أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ (إِن الرجل ليَتَكَلَّم بِالْكَلِمَةِ من رضوَان الله تَعَالَى مَا كَانَ يظن أَن تبلغ مَا بلغت يكْتب الله تَعَالَى بهَا لَهُ رضوانه إِلَى يَوْم يلقاه وَإِن الرجل ليَتَكَلَّم بِالْكَلِمَةِ من سخط الله تَعَالَى مَا كَانَ يظن أَن تبلغ مَا بلغت يكْتب الله لَهُ بهَا سخطه إِلَى يَوْم يلقاه) وَالْأَحَادِيث الصَّحِيحَة بِنَحْوِ مَا ذكرنَا كَثِيرَة وَفِيمَا أَشَرنَا إِلَيْهِ كِفَايَة وَسُئِلَ بَعضهم كم وجدت فِي ابْن آدم من الْعُيُوب فَقَالَ هِيَ أَكثر من أَن تحصى وَالَّذِي أحصيت ثَمَانِيَة آلَاف عيب وَوجدت خصْلَة