قال أبو العباس: وكان قوم نزلوا ببني العنبر بن عمرو بن تميم، والقوم من بني ضبة، فأغير عليهم، فاستغاثوا جيرانهم فلم يغيثوهم، وجعلوا يدافعونهم حتى خافوا فوتها، فاستغاثوا بني مازن بن مالك بن عمرو بن تميم، فركبوا فردوها عليهم، فقال المكعبر1 الضبي في ذلك:
أبلغ طريفاً حيث شطت بها النوى ... فليس لدهرالطالبين فناء
كسالى إذا لا قيتهم غير منطق ... يلهى به المحروب وهو عناء
وإني لأرجوكم على بطء سعيكم ... كما في بطون الحاملات رجاء
أخبر من لاقيت أن قد وفيتم ... ولو شئت قال المخبرون أساؤوا
فهلا سعيتم سعي أسرة مالك ... وهل كفلائي في الوفاء سواء
كأن دنابيراً على قسماتهم ... وإن كان قد شف الوجوه لقاء
لهم أذرع بادٍ نواشر لحمها ... وبعض الرجال في الحروب غثاء