كأن مشيتها من بيت جارتها ... مر السحابة لا ريث ولا عجل

الريث: الإبطاء، فهذا ما تلحقه العين منها، فأما الخفة فهي كأسرع مار، وإن خفي ذلك على البصر، قال الله جل وعز: {وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ} 1.

والعرب تشبه المرأة بالشمس، والقمر، والغصن، والكثيب2، والغزال، والبقرة الوحشية، والسحابة البيضاء، والدرة، والبيضة؛ وإنما تقصد من كل شيء إلى شيء.

قال ذو الرمة:

ومية أحسن الثقلين جيداً3 ... وسالفة وأحسنهم قذالا4

فلم أر مثلها نظراً وعيناً ... ولا أم الغزال ولا الغزالا

تريك بياض غرتها ووجهاً ... كقرن الشمس أفتق ثم زالا5

أصاب خصاصة فبدا كليلاً ... كلا وانغل سائره انغلالا6

الجيد: العنق، والسالفة: ناحية العنق، والقذالان: ناحيتا القفا من الرأس.

وقوله: أفتق ثم زالا، يقال: أفتق السحاب، إذا انكشف انكشافة فكانت منه7 فرجة يسيرة بين السحابتين. تقول العرب: دام علينا الغيم ثم أفتقنا، وإذا نظر إلى الشمس والقمر من فتق السحاب فهو أحسن ما يكون وأشده استنارة.

وقوله: كلا يريد في سرعة ما بدا ثم غاب.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015