بيضاء في دعج، صفراء في نعج ... كأنها فضة قد مسها ذهب1

وفيها من التشبيه المصيب قوله2:

تشكو الخشاش ومجرى النسعتين كما ... أن المريض إلى عاده الوصب3

والخشاش4: ما كان في عظم الأنف، وما كان في المارن فهو برة، يقال: أبريت الناقة، فهي مبراة، قال الشماخ - وهذا من التشبيه العجيب:

فقربت مبراة تخال ضلوعها ... من الماسخيات القسي المؤطرا 5

وماسخة، من نصر6 بن الأزد، وإليهم تنسب7 القسي الماسخية. وأحسن ما قيل في صفة الضلوع واشتباكها قول الراعي:

وكأنما انتطحت على أثباجها ... فدر بشابة قد يممن وعولا8

الفادر: المسن من الوعل.

وذو الرمة أخذ ذلك من المثقب العبدي، قال المثقب9:

إذا ما قمت أرحلها بليل ... تأوه آهة الرجل الحزين

ومن التشبيه المستحسن قول علقمة بن عبدة:

كأن إبريقهم ظبي على شرف ... مفدم بسبا الكتان ملثوم10

فهذا حسن جداً.

وقال أبو الهندي، وهو عبد المؤمن بن عبد القدوس بن شبث بن ربعي الرياحي، من بني رياح بن يربوع. وكان شبث سيد بني يربوع بالكوفة:

مفدمة قزا كأن رقابها ... رقاب بنات الماء أفزعها الرعد

طور بواسطة نورين ميديا © 2015