أحدهما أنهم لا يطلبون اجترارها إليهم على رغم أوليائها منأجل ماله، غضباً1 للجوار، ولا يسلمونها إذا انقطع رجاؤهم من الثواب والمكافأة.

والآخر أنهم لا يرغبون في ذوات الأموال؛ إنما2 يرغبون في ذواتِ الأحساب؛ اختيارً للأولاد، وصيانةً للأصهار، أن يطمع فيهم من لا حسب له.

وقوله الحطيئة:

ويأكل جارهم أنفَ القصاعِ

إنما يريد المستأنف الذي لم يؤكل قبل منه شيء؛ يقال: روضةٌ أنف؛ إذا لم ترعَ، وكأسٌ أنف، إذا لم يشرب منها شيء قبل، قال لقيط بن زرارة:

إن الشواءَ والنشيلَ والرغفْ3 ... والقينة الحسناءَ والكاس الأنفْ

للطاعنين الخيل والخيل خنفْ4

طور بواسطة نورين ميديا © 2015