يريد: تألق الحديد، كأنه شمس طالعة عليهم، وإن لم تكن شمس وأحسن من هذا قوله سلامه بن جندل:

كأن النّعام باض فوق رؤوسهم ... وأعينهم تحت الحديد جواحم1

فهذا التشبيه المصيب.

وأما قوله:

أحب إليه من المسمعات

فقد قال مثله القاسم بن عيسى بن إدريس أبو ذلف العجلي:

يوماي يوم في أويس كالدمى ... لهوي، ويوم في قتال الديلم

هذا حليف غلائل مكسوة ... مسكاً وصافية كنضح العندم

ولذاك خالصة الدروع وضمّرٌ ... يكسوننا رهج الغبار الأقتم

وليومهن الفضل لولا لذّة ... سبقت بطعن الدّيلميّ المعلم

وأول هذه القصيدة طريق مستملح، وهو:

طواه الهوى فطوى من عدل ... وحالف ذا الصبوة المختبل

وأما قوله:

تسافه أشداقها في الجدل

فتسافه من السفه، وإنما يصفها بالمرح، وانها تميل ذا كذا مرة، كما

قال رؤبة:

يمشي العرضنى في الحديد المتقن

وكما قال الآخر:

إذا رأى السوط مشى الهيدبى ... ويتقى الأرض بمعج رقاق2

وكما قال الحطيئة:

وإن آنست حسا من السوط عارضت ... بي الجور حتى تستقيم ضحى الغد

طور بواسطة نورين ميديا © 2015