قال أبو العباس: وقد ذكرنا1 رسالة هشام إلى خالد بن عبد الله، وإنا سنذكرها بتمامها في غير الموضع2 الذي ابتدأنا وذكرها أولاً فيه، وكان سبب هذه الرسالة إفراط خالد في الدالة على هشام، وأنه أخذ ابن حشان النبطي فضربه بالسياط، وكان يقال له سهيل، قال: فبعث بقميصه إلى أبيه وفيه آثار الدم، فأدخله أبوه إلى هشام، مع ما قد أوغر صدر هشام عليه من إفراط الدالة، واحتجان الأموال، وكفر ما أسداه إليه من توليته إياه العراق، فكتب هشام إلى خالد:
بسم الله الرحمن الرحيم
أما بعد؛ فقد بلغ أمير المؤمنين عنك أمر لم يحتمله لك، إلا لما أحب من رب3 الصنيعة قبلك، واستتمام معروفه عندك, وكان أمير المؤمنين أحق من