لا يبعدن ربيعة بن مكدم ... وسقى الغوادي قبره بذنوب
وقال لابنة قرظة1: ابكيني، فقالت:
ألا أبكيه ألا أبكيه ... ألا كل الفتى فيه
فلما مات دخل الناس على يزيد يعزونه بأبيه ويهنئونه بالخلافة، فجعلوا يقولون، حتى دخل رجل من ثقيف فقال: السلام عليك أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته. إنك قد فجعت بخير الآباء، وأعطيت جميع الأشياء، فاصبر على الرزية، واحمد الله على حسن العطية، فلا أعطي أحد كما أعطيت، ولا رزيء كما رزيت، فقام ابن همام السلولي فأنشده شعراً كأنما فاوضه الثقفي، فقال:
اصبر يزيد فقد فارقت ذائقة ... واشكر بلاء الذي بالملك أصفاكا
أصبحت تملك هذا الخلق كلهم ... فأنت ترعاهم واله يرعاكا
ما إن رزي أحد في الناس نعلمه ... كما رزئت ولا عقبى كعقباكا
وفي معاوية الباقي لنا خلف ... إذا نعيت ولا نسمع بمنعاكا
الحول، معناه ذو الحيلة. والقلب: الذي يقلب الأمور ظهراً لبطن.
وقوله: إن وقي كبة النار فكبة النار معظمها، وكذلك كبة الحرب، ويقال: لقيته في كبه القوم، ويروى عن بعض الفرسان أنه طعن رجلاً في حرب فقال: طعنته في الكبة، فوضعت رمحي في اللبة، وأخرجته من السبة. والسبة: الدبر.