لقوا مثلهم فاستهزموهم بدعوة ... دعوها وكيعاً والجياد بهم تجري1

ومن الجفاة عند الموت هدبة نب خشرم العذري، وكان قتل زيادة بن زيد العذري، فلما حمل إلى معاوية، تقدم معه عبد الرحمن أخو زيادة بن زيد، فادعى عليه، فقال له معاوية: ما تقول? قال: أتحب أن يكون الجواب شعراً أم نثراً? قال: بل شعراً فإنه أمتع، فقال هدبة:

فلما رأيت أنما هي ضربة ... من السيف أو إغضاء عين على وتر

عمدت لأمر لا تعير والدي ... خزايته ولا يسب به قبري2

رمينا فرامينا فصاد سهمنا ... منية نفس في كتاب وفي قدر

وأنت أمير المؤمنين فما لنا ... وراءك من معدى ولا عنك من قصر3

فإن تك في أموالنا لا نضق بها ... ذراعاً، وإن صبر فنصبر للصبر4

فقال له معاوية: أراك قد أقررت يا هدبة! قال: هو ذاك، فقال عبد الرحمن: أقدني، فكره ذاك معاوية وضن بهدبة عن القتل - وكان ابن زيادة صغيراً - فقال له معاوية: أوما عليك أن تشفي صدرك وتحرم غيرك! ثم وجه به إلى المدينة فقال: يحبس إلى أن يبلغ ابن زيادة، فبلغ.

وكان والي المدينة سعيد بن العاصي، فمما وقف عليه من قسوته قوله:

ولما دخلت السجن يا أم مالك ... ذكرتك والأطراف في حلق سمر

طور بواسطة نورين ميديا © 2015