وقوراً إذا القوم الكرام تقاولوا ... فحلت حباهم واستطيروا من الجهل1

وكنت إلى نفسي أشد حلاوة ... من الماء بالماذي من عسل النحل2

وكل فتى في الناس بعد ابن أمه ... كساقطة إحدى يديه من الخبل

وبعض الرجال نخلة لا جنى لها ... ولا ظل إلا أن تعد من النخل

وقال له عمر بن الخطاب: إنك لجزل؛ فأين كان أخوك منك? فقال: كان والله في الليلة المظلمة ذات الأزير والصراد3، يركب الجمل الثفال، ويجنب4 الفرس الجرور، وفي يده الرمح الثقيل، وعليه الشملة الفلوت، وهو بين المزادتين حتى يصبح، فيصبح أهله متبسماً.

الجمل الثفال: البطيء الذي لا يكاد ينبعث.

والفرس الجرور: الذي لا يكاد ينقاد مع من يجنبه، إنما يجر الحبل، والشملة الفلوت: التي لا تكاد تثبت على لابسها.

وذكر لنا أن مالكاً كان من أرداف الملوك، وفي تصداق ذلك يقول جرير يفخر ببني يربوع:

منهم عتيبة والمحل وقعنب ... والحنتفان ومنهم الردفان5

فأحد الردفين مالك بن نويرة اليربوعي، والردف الآخر من بني رياح بن يربوع. وللردافة موضعان: أحدهما أن يردفه الملك على دابته في صيد أو تريف أو ما أشبه ذلك من مواضع الأنس، والوجه الآخر أنبل، وهو أن يخلف الملك إذا قام عن مجلس الحكم فينظر بين الناس بعده.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015