وهون وجدي أنني لم أقل له ... كذبت، ولم أبخل عليه بماليا

قال أبو عبيدة: فلما أصاب دريداً زاد فيها:

وذي رحم قطعت أرحام بينهم ... كما تركوني واحداً لا أخا ليا1

[قال أبو الحسن الأخفش: وزادني الأحول بعد قوله: معاويا:

لنعم الفتى أدنى ابن صرمة بزه ... إذا راح فحل الشول أجدب عاريا] 2

قال أبو العباس: فلما انقضت الأشهر الحرم جمع لهم ليغير عليهم، فنظرت غطفان إلى خليه بموضعها، فقال بعضهم لبعض: هذا صخر بن الشريد على فرسه السمى، فقيل: كلا! السمى غراء3، وهذه بهيمة3، وكان قد حمم غرتهم، فأصاب فيهم، وقتل دريد بن حرملة. وأما هاشم، فإن قيس بن الأسوار الجشمي - من بني جشم بن بكر بن هوازن بن خصفة بن منصور، والخنساء من بني سليم بن منصور - لقيهم منصرفين؛ كل واحد منهم من وجهه، فرآه، وقد انفرد لحاجته، فقال: لا أطلب بمعاوية بعد اليوم، فأرسل عليه سهماً ففلق قحقحه4 فقتله، فقالت الخنساء:

فدى للفارس الجشمي نفسي ... وأفديه بمن لي من حميم

فداك الحي حي بني سليم ... بظاعنهم وبالأنس المقيم

كما من هاشم أقررت عيني ... وكانت لا تنام ولا تنيم5

طور بواسطة نورين ميديا © 2015