إن تقوى ربنا خير نفل ... وبإذن الله ريث وعجل1
وقال جل جلاله: {يَسْأَلونَكَ عَنِ الْأَنْفَالِ} , ويقال: نفلتك كذا وكذا. أي أعيطتك، ثم صار النفل لازماً واجباً.
وقول الإيادي: رحب الذراع، فالرحب: الواسع، وإنما هذا مثل.
يريد واسع الصدر متباعد ما بين المنكبين والذراعين، وليس المعنى على تباعد الخلق، ولكن عل سهولة الأمر عليه. قال الشاعر:
رحيب الذراع بالتي لا تشينه ... وإن قيلت العوراء ضاق بها ذرعا
وكذلك قوله جل وعز: {يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقاً حَرَجاً} 2. وقوله: مضطلعاً إنما هو مفتعل من الضليع، وهو الشديد، يريد أنه قوي عل أمر الحرب، مستقل بها. وقوله: يكون متبعاً طرواً ومتبعاً أي قد اتبع الناس فعلم ما يصلح به أمر الناس، واتبع فعلم ما يصلح الرئيس، كما قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: قد ألناوإيل3 علينا. أي قد أصلحنا أمور الناس، وأصلحت أمورنا. وقوله: على شرز مريرته فهذا مثل، يقال: شزرت الحبل، إذا كررت فتله بعد استحكامه راجعاً عليه. المريرة: الحبل. والضرع: لصغير الضعيف. والقحم: آخر سن الشيخ، قال العجاج:
رأين قحما شاب واقلحما ... طال عليه الدهر فاسلهما
والمقلحم مثل القحم، وهو الجاف، ويقال للصبي مقلحم، إذا كان سيء الغذاء، أو ابن هرمين، ويقال: رجل إنقحل وامرأة إنقحلة، إذا أسن حتى ييبس. والمسلهم: الضامر. قال الشاعر:
لما رأتني خلقا ًإنقحلا
ويقال في معنى: قحم قحر، ويقال: بعير قحارية، في هذا المعنى، وقوله: لا يطعم النوم إلا ريث يبعثه هم. فريث وعوض ما يضاف إلى الأفعال، وتأويله أنه لا يطعم النوم إلا يسيراً حتى يبعثه الهم، فمعناه مقدار ذلك