السَّكْرَانِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَبْدِ شَمْسٍ أَخِي سُهَيْلِ بْنِ عَمْرٍو، وَكَانَ مِنْ مُهَاجَرَةِ الْحَبَشَةِ، فَتَنَصَّرَ بِهَا وَمَاتَ، فَخَلَفَ عَلَيْهَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَهُوَ بِمَكَّةَ، وَكَانَ الَّذِي خَطَبَهَا عَلَيْهِ خَوْلَةُ بِنْتُ حَكِيمٍ زَوْجَةُ عُثْمَانَ بْنِ مَظْعُونٍ، فَدَخَلَ بِسَوْدَةَ بِمَكَّةَ، زَوَّجَهَا مِنْهُ أَبُوهَا زَمَعَةُ بْنُ قَيْسٍ، فَلَمَّا تَزَوَّجَهَا كَانَ أَخُوهَا عَبْدُ بْنُ زَمَعَةَ غَائِبًا، فَلَمَّا قَدِمَ جَعَلَ يَحْثِي التُّرَابَ عَلَى رَأْسِهِ، فَلَمَّا أَسْلَمَ قَالَ: إِنِّي سَفِيهٌ حَيْثُ فَعَلْتُ ذَلِكَ، وَنَدِمَ عَلَى مَا كَانَ مِنْهُ.

وَأَمَّا عَائِشَةُ فَدَخَلَ بِهَا بِالْمَدِينَةِ وَهِيَ ابْنَةُ تِسْعِ سِنِينَ، وَمَاتَ عَنْهَا وَهِيَ ابْنَةُ ثَمَانِيَ عَشْرَةَ سَنَةً، وَلَمْ يَتَزَوَّجْ بِكْرًا غَيْرَهَا، وَمَاتَتْ سَنَةَ ثَمَانٍ وَخَمْسِينَ.

ثُمَّ تَزَوَّجَ بَعْدَهَا حَفْصَةَ بِنْتَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، وَكَانَتْ قَبْلَهُ عِنْدَ خُنَيْسِ بْنِ حُذَافَةَ السَّهْمِيِّ (خُنَيْسٌ بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَةِ، وَالنُّونِ، وَالسِّينِ الْمُهْمَلَةِ) وَكَانَ بَدْرِيًّا، وَلَمْ يَشْهَدْ مِنْ بَنِي سَهْمٍ بَدْرًا غَيْرُهُ، وَلَمْ تَلِدْ لَهُ شَيْئًا، وَمَاتَتْ بِالْمَدِينَةِ فِي خِلَافَةِ عُثْمَانَ.

ثُمَّ تَزَوَّجَ بَعْدَهَا أُمَّ سَلَمَةَ ابْنَةَ أَبِي أُمَيَّةَ زَادَ الرَّكْبِ الْمَخْزُومِيَّةَ، وَكَانَتْ قَبْلَهُ عِنْدَ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الْأَسَدِ الْمَخْزُومِيِّ، شَهِدَ بَدْرًا، وَأَصَابَتْهُ جِرَاحَةٌ يَوْمَ أُحُدٍ فَمَاتَ مِنْهَا، وَتَزَوَّجَهَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَبْلَ الْأَحْزَابِ، وَمَاتَتْ سَنَةَ تِسْعٍ وَخَمْسِينَ، وَقِيلَ: بَعْدَ قَتْلِ الْحُسَيْنِ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ -.

ثُمَّ تَزَوَّجَ زَيْنَبَ بِنْتَ خُزَيْمَةَ مِنْ بَنِي عَامِرِ بْنِ صَعْصَعَةَ، وَيُقَالُ لَهَا: أُمُّ الْمَسَاكِينِ، وَتُوُفِّيَتْ فِي حَيَاتِهِ، وَلَمْ يَمُتْ فِي حَيَاتِهِ غَيْرُهَا، وَغَيْرُ خَدِيجَةَ بِنْتِ خُوَيْلِدٍ، وَكَانَتْ زَيْنَبُ قَبْلَهُ عِنْدَ الطُّفَيْلِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ.

ثُمَّ تَزَوَّجَ عَامَ الْمُرَيْسِيعِ جُوَيْرِيَةَ ابْنَةَ الْحَارِثِ بْنِ أَبِي ضِرَارٍ الْخُزَاعِيَّةَ مِنْ بَنِي الْمُصْطَلِقِ، وَكَانَتْ قَبْلَهُ عِنْدَ مَالِكِ بْنِ صَفْوَانَ الْمُصْطَلِقِيِّ، لَمْ تَلِدْ لَهُ شَيْئًا.

ثُمَّ تَزَوَّجَ أُمَّ حَبِيبَةَ بِنْتَ أَبِي سُفْيَانَ بْنِ حَرْبٍ، وَكَانَتْ عِنْدَ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ جَحْشٍ، وَكَانَ مِنْ مُهَاجَرَةِ الْحَبَشَةِ فَتَنَصَّرَ وَمَاتَ بِهَا، فَأَرْسَلَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِلَى النَّجَاشِيِّ فَخَطَبَهَا عَلَيْهِ، وَتَزَوَّجَهَا وَهِيَ بِالْحَبَشَةِ، وَزَوَّجَهَا مِنْهُ خَالِدُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ، وَقِيلَ: بَلْ خَطَبَهَا إِلَى عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ، فَزَوَّجَهَا مِنْهُ، وَبَعَثَ فِيهَا إِلَى النَّجَاشِيِّ، فَسَاقَ مِنْهُ الْمَهْرَ أَرْبَعَمِائَةِ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015