{وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ} [الحج: 52] ، فَذَهَبَ عَنْهُ الْحُزْنُ وَالْخَوْفُ.
وَاشْتَدَّتْ قُرَيْشٌ عَلَى الْمُسْلِمِينَ، فَلَمَّا قَرُبَ الْمُسْلِمُونَ الَّذِينَ كَانُوا بِالْحَبَشَةِ مِنْ مَكَّةَ بَلَغَهُمْ أَنَّ إِسْلَامَ أَهْلِ مَكَّةَ بَاطِلٌ، فَلَمْ يَدْخُلْ أَحَدٌ مِنْهُمْ إِلَّا بِجِوَارٍ أَوْ مُسْتَخْفِيًا، فَدَخَلَ عُثْمَانُ فِي جِوَارِ أَبِي أُحَيْحَةَ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ بْنِ أُمَيَّةَ، فَأَمِنَ بِذَلِكَ، وَدَخَلَ أَبُو حُذَيْفَةَ بْنُ عُتْبَةَ بِجِوَارِ أَبِيهِ، وَدَخَلَ عُثْمَانُ بْنُ مَظْعُونٍ بِجِوَارِ الْوَلِيدِ بْنِ الْمُغِيرَةِ، ثُمَّ قَالَ: أَكُونُ فِي ذِمَّةِ مُشْرِكٍ! جِوَارُ اللَّهِ أَعَزُّ، فَرَدَّ عَلَيْهِ جِوَارَهُ، وَكَانَ لَبِيدُ بْنُ رَبِيعَةَ يُنْشِدُ قُرَيْشًا قَوْلَهُ:
أَلَا كُلُّ شَيْءٍ مَا خَلَا اللَّهَ بَاطِلُ.