وَغَيْرِهِمْ يُرِيدُ أَنْ يَنْقُلَ أَحْجَارَ الْكَعْبَةِ إِلَى الْيَمَنِ، فَنَزَلَ بِنَخْلَةَ، فَاجْتَمَعَ قُرَيْشٌ وَكِنَانَةُ وَخُزَيْمَةُ وَأَسَدٌ وَجُذَامٌ وَغَيْرُهُمْ، وَرَئِيسُهُمْ فِهْرُ بْنُ مَالِكٍ، فَاقْتَتَلُوا قِتَالًا شَدِيدًا، وَأُسِرَ حَسَّانُ وَانْهَزَمَتْ حِمْيَرُ، وَبَقِيَ حَسَّانُ بِمَكَّةَ ثَلَاثَ سِنِينَ، وَافْتَدَى نَفْسَهُ وَخَرَجَ فَمَاتَ بَيْنَ مَكَّةَ وَالْيَمَنِ.
ابْنُ مَالِكٍ
وَكُنْيَتُهُ أَبُو الْحَارِثِ، وَأُمُّهُ عَاتِكَةُ بِنْتُ عُدْوَانَ، وَهُوَ الْحَارِثُ بْنُ قَيْسِ عَيْلَانَ، وَلَقَبُهَا عِكْرِشَةُ، وَقِيلَ غَيْرُ ذَلِكَ.
وَقِيلَ: إِنَّ النَّضْرَ بْنَ كِنَانَةَ كَانَ اسْمُهُ قُرَيْشًا. وَقِيلَ: لَمَّا جَمَعَهُمْ قُصَيٌّ قِيلَ لَهُمْ قُرَيْشٌ، وَالتَّقَرُّشُ التَّجَمُّعُ. وَقِيلَ لَمَّا مَلَكَ قُصَيٌّ الْحَرَمَ وَفَعَلَ أَفْعَالًا جَمِيلَةً قِيلَ لَهُ الْقُرَشِيُّ، وَهُوَ أَوَّلُ مَنْ سُمِّيَ بِهِ، وَهُوَ مِنْ الِاجْتِمَاعِ أَيْضًا، أَيْ لِاجْتِمَاعِ خِصَالِ الْخَيْرِ فِيهِ، وَقَدْ قِيلَ فِي تَسْمِيَةِ قُرَيْشٍ أَقْوَالٌ كَثِيرَةٌ لَا حَاجَةَ إِلَى ذِكْرِهَا.
وَقُصَيٌّ أَوَّلُ مَنْ أَحْدَثَ وَقُودَ النَّارِ بِالْمُزْدَلِفَةِ، وَكَانَتْ تُوقَدُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَمِنْ بَعْدِهِ.
ابْنُ النَّضْرِ
وَيُكَنَّى أَبَا يَخْلُدَ، كُنِّيَ بِابْنِهِ يَخْلُدَ، وَاسْمُ النَّضْرِ قَيْسٌ، وَإِنَّمَا قِيلَ لَهُ النَّضْرُ لِجَمَالِهِ،