وَفِيهَا يَوْمَ الْأَرْبِعَاءِ الْخَامِسَ وَالْعِشْرِينَ مِنْ ذِي الْقَعْدَةِ ضَحْوَةَ النَّهَارِ، زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ بِالْمَوْصِلِ وَكَثِيرٍ مِنَ الْبِلَادِ الْعَرَبِيَّةِ وَالْعَجَمِيَّةِ، وَكَانَ أَكْثَرُهَا بِشَهْرَزُورَ، فَإِنَّهَا خُرِّبَ أَكْثَرُهَا، وَلَا سِيَّمَا الْقَلْعَةُ، فَإِنَّهَا أَجْحَفَتْ بِهَا، وَخُرِّبَ مِنْ تِلْكَ النَّاحِيَةِ سِتُّ قِلَاعٍ، وَبَقِيَتِ الزَّلْزَلَةُ تَتَرَدَّدُ فِيهَا نَيِّفًا وَثَلَاثِينَ يَوْمًا، ثُمَّ كَشَفَهَا اللَّهُ عَنْهُمْ، وَأَمَّا الْقُرَى بِتِلْكَ النَّاحِيَةِ فَخُرِّبَ أَكْثَرَهَا.
[الْوَفَيَاتُ] .
وَفِيهَا فِي رَجَبٍ، تُوُفِّيَ الْقَاضِي حُجَّةُ الدِّينِ أَبُو مَنْصُورٍ الْمُظَفَّرُ بْنُ عَبْدِ الْقَاهِرِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْقَاسِمِ الشَّهْرُزُورِيُّ، قَاضي الْمَوْصِلِ بِهَا، وَكَانَ قَدْ أَضَرَّ قَبْلَ وَفَاتِهِ بِنَحْوِ سَنَتَيْنِ، وَكَانَ عَالِمًا بِالْقَضَاءِ، عَفِيفًا، نَزِهًا، ذَا رِئَاسَةٍ كَبِيرَةٍ، وَلَهُ صِلَاتٌ دَارَّةٌ لِلْمُقِيمِ وَالْوَارِدِ - رَحِمَهُ اللَّهُ، فَلَقَدْ كَانَ مِنْ مَحَاسِنِ الدُّنْيَا، وَلَمْ يُخَلِّفْ غَيْرَ بِنْتٍ تُوُفِّيَتْ بَعْدَهُ بِثَلَاثَةِ أَشْهُرٍ.