ذِكْرُ عِدَّةِ حَوَادِثَ
[الْوَفَيَاتُ]
فِي هَذِهِ السَّنَةِ تُوُفِّيَ الْوَجِيهُ الْمُبَارَكُ بْنُ أَبِي الْأَزْهَرِ سَعِيدُ بْنُ الدِّهَانِ الْوَاسِطِيُّ النَّحْوِيُّ الضَّرِيرُ، كَانَ نِحْرِيرًا فَاضِلًا، قَرَأَ عَلَى الْكَمَالِ بْنِ الْأَنْبَارِيِّ وَعَلَى غَيْرِهِ، وَكَانَ حَنْبَلِيًّا فَصَارَ حَنَفِيًّا ثُمَّ صَارَ شَافِعِيًّا، فَقَالَ فِيهِ أَبُو الْبَرَكَاتِ بْنُ زَيْدٍ التِّكْرِيتِيُّ:
أَلَا مُبْلِغًا عَنِّي الْوَجِيهَ رِسَالَةً ... وَإِنْ كَانَ لَا تُجْدِي لَدَيْهِ الرَّسَائِلُ
تَمَذْهَبْتَ لِلنُّعْمَانِ مِنْ بَعْدِ حَنْبَلٍ ... وَفَارَقْتَهُ إِذْ غَوَّرَتْكَ الْمَآكِلُ
وَمَا اخْتَرْتَ رَأْيَ الشَّافِعِيِّ تَدَيُّنًا ... وَلَكِنَّمَا تَهْوَى الَّذِي هُوَ حَاصِلُ
وَعَمَّا قَلِيلٍ أَنْتَ لَا شَكَّ صَائِرٌ ... إِلَى مَالِكٍ، فَافْطَنْ لِمَا أَنَا قَائِلُ