الْفَلَاسِفَةِ حَتَّى إِنَّهُ رَأَى أَبُوهُ يَوْمًا عَلَيْهِ قَمِيصًا بُخَارِيًّا، فَقَالَ: مَا هَذَا الْقَمِيصُ؟ فَقَالَ: بُخَارِيٌّ. فَقَالَ أَبُوهُ: هَذَا عَجَبٌ! مَا زِلْنَا نَسْمَعُ: مُسْلِمٌ وَالْبُخَارِيُّ، وَأَمَّا كَافِرٌ وَالْبُخَارِيُّ فَمَا سَمِعْنَا.
وَأُخِذَتْ كُتُبُهُ قَبْلَ مَوْتِهِ بِعِدَّةِ سِنِينَ وَأُظْهِرَتْ فِي مَلَإٍ مِنَ النَّاسِ، وَرُئِيَ فِيهَا مِنْ تَبْخِيرِ النُّجُومِ وَمُخَاطَبَةِ زُحَلِ بِالْآلِهِيَّةِ، وَغَيْرِ ذَلِكَ مِنَ الْكُفْرِيَّاتِ، ثُمَّ أُحْرِقَتْ بِبَابِ الْعَامَّةِ وَحُبِسَ، ثُمَّ أُفْرِجَ عَنْهُ بِشَفَاعَةِ أَبِيهِ وَاسْتُعْمِلَ بَعْدَ ذَلِكَ.
وَفِيهَا أَيْضًا تُوُفِّيَ أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ هِبَةِ اللَّهِ بْنِ الْعَلَاءِ الْمَعْرُوفُ بِابْنِ الزَّاهِدِ بِبَغْدَادَ، وَكَانَ عَالِمًا بِالنِّجُومِ وَاللُّغَةِ.
وَفِي شَعْبَانَ مِنْهَا تُوُفِّيَ أَبُو الْمُظَفَّرِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْبَلِّ الدُّورِيُّ الْوَاعِظُ، وَدُفِنَ بِرِبَاطٍ عَلَى نَهْرِ عِيسَى، وَمَوْلِدُهُ سَنَةَ عَشْرٍ وَخَمْسِمِائَةٍ.
وَفِي شَوَّالٍ مِنْهَا تُوُفِّيَ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مَحْمُودِ بْنِ الْأَخْضَرِ، وَكَانَ مِنْ فُضَلَاءِ الْمُحَدِّثِينَ، وَلَهُ سَبْعٌ وَثَمَانُونَ سَنَةً.