[الْوَفَيَاتُ]
فِي هَذِهِ السَّنَةِ، ثَانِي الْمُحَرَّمِ، تُوُفِّيَ أَبُو الْحَسَنِ وَرَّامُ بْنُ أَبِي فِرَاسٍ الزَّاهِدُ بِالْحِلَّةِ السَّيْفِيَّةِ، وَهُوَ مِنْهَا، وَكَانَ صَالِحًا.
وَفِي صَفَرٍ تُوُفِّيَ الشَّيْخُ مُصَدَّقُ بْنُ شَبِيبٍ النَّحْوِيُّ، وَهُوَ مِنْ أَهْلِ وَاسِطَ.
وَفِي شَعْبَانَ تُوُفِّيَ الْقَاضِي مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْمِنْدَايِ الْوَاسِطِيُّ، بِهَا، وَكَانَ كَثِيرَ الرِّوَايَةِ لِلْحَدِيثِ، وَلَهُ إِسْنَادٌ عَالٍ، وَهُوَ آخِرُ مَنْ حَدَّثَ بِمُسْنَدِ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ عَنِ ابْنِ الْحُصَيْنِ.
وَفِيهَا تُوُفِّيَ الْقِوَامُ أَبُو الْفَوَارِسِ نَصْرُ بْنُ نَاصِرِ بْنِ مَكِّيٍّ الْمَدَائِنِيُّ، صَاحِبُ الْمَخْزَنِ بِبَغْدَادَ، وَكَانَ أَدِيبًا، فَاضِلًا، كَامِلَ الْمُرُوءَةِ، يُحِبُّ الْأَدَبَ وَأَهْلَهُ، وَيُحِبُّ الشِّعْرَ، وَيُحْسِنُ الْجَوَائِزَ عَلَيْهِ، وَلَمَّا تُوُفِّيَ وَلِيَ بَعْدَهُ أَبُو الْفُتُوحِ الْمُبَارَكُ ابْنُ الْوَزِيرِ عَضُدِ الدِّينِ أَبِي الْفَرَجِ بْنِ رَئِيسِ الرُّؤَسَاءِ، وَأُكْرِمَ، وَأُعْلِيَ مَحَلُّهُ، فَبَقِيَ مُتَوَلِّيًا إِلَى سَابِعِ ذِي الْقَعْدَةِ وَعُزِلَ لِعَجْزِهِ.
[ذِكْرُ عِدَّةِ حَوَادِثَ]
وَفِيهَا كَانَتْ زَلْزَلَةٌ عَظِيمَةٌ بِنَيْسَابُورَ وَخُرَاسَانَ، وَكَانَ أَشَدُّهَا بِنَيْسَابُورَ وَخَرَجَ أَهْلُهَا إِلَى الصَّحْرَاءِ أَيَّامًا حَتَّى سَكَنَتْ وَعَادُوا إِلَى مَسَاكِنِهِمْ.