وَقَالَ قُرَّةُ بْنُ زَيْدِ بْنِ عَاصِمٍ:
أَنَا ابْنُ الَّذِي شَقَّ الْمَزَادَ وَقَدْ ... رَأَى بِثَيْتَلَ أَحْيَاءَ اللَّهَازِمِ حُضَّرَا
فَصَبَّحَهُمْ بِالْجَيْشِ قَيْسُ بْنُ عَاصِمٍ ... فَلَمْ يَجِدُوا إِلَّا الْأَسِنَّةَ مَصْدَرَا
سَقَاهُمْ بِهَا الذِّيفَانَ قَيْسُ بْنُ عَاصِمٍ ... وَكَانَ إِذَا مَا أَوْرَدَ الْأَمْرَ أَصْدَرَا
عَلَى الْجُرْدِ يَعْلُكْنَ الشَّكِيمَ عَوَابِسًا ... إِذَا الْمَاءُ مِنْ أَعْطَافِهِنَّ تَحَدَّرَا
فَلَمْ يَرَهَا الرَّاؤُونَ إِلَّا فُجَاءَةً ... يُثِرْنَ عَجَاجًا كَالدَّوَاخِنِ أَكْدَرَا
وَحُمْرَانُ أَدَّتْهُ إِلَيْنَا رِمَاحُنَا ... فَنَازَعَ غُلًّا فِي ذِرَاعَيْهِ أَسَمْرَا
(ثَيْتَلُ: بِالثَّاءِ الْمُثَلَّثَةِ الْمَفْتُوحَةِ، وَالْيَاءِ الْمُسَكَّنَةِ الْمُثَنَّاةِ مِنْ تَحْتِهَا، وَالتَّاءِ الْمُثَنَّاةِ مِنْ فَوْقِهَا) .
قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: هَذَا يَوْمٌ لِبَكْرِ بْنِ وَائِلٍ عَلَى بَنِي تَمِيمٍ.
وَسَبَبُهُ أَنَّ جَمْعًا مِنْ بَكْرٍ سَارُوا إِلَى الصِّعَابِ فَشَتُّوا بِهَا، فَلَمَّا انْقَضَى الرَّبِيعُ انْصَرَفُوا فَمَرُّوا بِالدَّوِّ فَلَقُوا نَاسًا مِنْ بَنِي تَمِيمٍ مِنْ بَنِي عَمْرٍو وَحَنْظَلَةَ، فَأَغَارُوا عَلَى نَعَمٍ كَثِيرٍ لَهُمْ وَمَضَوْا، وَأَتَى بَنِي عَمْرٍو وَحَنْظَلَةَ الصَّرِيخُ، فَاسْتَجَاشُوا لِقَوْمِهِمْ فَأَقْبَلُوا فِي آثَارِ بَكْرِ بْنِ وَائِلٍ، فَسَارُوا يَوْمَيْنِ وَلَيْلَتَيْنِ حَتَّى جَهَدَهُمُ السَّيْرُ وَانْحَدَرُوا فِي بَطْنِ