الدِّينِ عُثْمَانَ بْنِ الزَّنْجِيلِيِّ، وَبِزَبِيدَ سَيْفَ الدَّوْلَةِ مُبَارَكَ بْنَ مُنْقِذٍ، وَجَعَلَ فِي كُلِّ قَلْعَةٍ نَائِبًا مِنْ أَصْحَابِهِ، وَأَلْقَى مُلْكَهُمْ بِالْيَمَنِ جِرَانَهُ وَدَامَ، وَأَحْسَنَ شَمْسُ الدَّوْلَةِ إِلَى أَهْلِ الْبِلَادِ، وَاسْتَصْفَى طَاعَتَهُمْ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ، وَعَادَتْ زَبِيدُ إِلَى أَحْسَنِ أَحْوَالِهَا مِنَ الْعِمَارَةِ وَالْأَمْنِ.

ذِكْرُ قَتْلِ جَمَاعَةٍ مِنَ الْمِصْرِيِّينَ أَرَادُوا الْوُثُوبَ بِصَلَاحِ الدِّينِ

فِي هَذِهِ السَّنَةِ، ثَانِي رَمَضَانَ، صَلَبَ صَلَاحُ الدِّينِ يُوسُفُ بْنُ أَيُّوبَ جَمَاعَةً مِمَّنْ أَرَادُوا الْوُثُوبَ بِهِ بِمِصْرَ مِنْ أَصْحَابِ الْخُلَفَاءِ الْعَلَوِيِّينَ.

وَسَبَبُ ذَلِكَ أَنَّ جَمَاعَةً مِنْ شِيعَةِ الْعَلَوِيِّينَ مِنْهُمْ عُمَارَةُ بْنَ أَبِي الْحَسَنِ الْيَمَنِيُّ الشَّاعِرُ، وَعَبْدُ الصَّمَدِ الْكَاتِبُ، وَالْقَاضِي الْعُوَيْرِسُ، وَدَاعِي الدُّعَاةِ وَغَيْرُهُمْ مِنْ جُنْدِ الْمِصْرِيِّينَ وَرِجَالَتِهِمُ السُّودَانِ، وَحَاشِيَةِ الْقَصْرِ، وَوَافَقَهُمْ جَمَاعَةٌ مِنْ أُمَرَاءِ صَلَاحِ الدِّينِ وَجُنْدِهِ، وَاتَّفَقَ رَأْيُهُمْ عَلَى اسْتِدْعَاءِ الْفِرِنْجِ مِنْ صِقِلِّيَّةَ، وَمِنْ سَاحِلِ الشَّامِ إِلَى دِيَارِ مِصْرَ عَلَى شَيْءٍ بَذَلُوهُ لَهُمْ مِنَ الْمَالِ وَالْبِلَادِ، فَإِذَا قَصَدُوا الْبِلَادَ، فَإِنْ خَرَجَ صَلَاحُ الدِّينِ بِنَفْسِهِ إِلَيْهِمْ ثَارُوا هُمْ فِي الْقَاهِرَةِ وَمِصْرَ وَأَعَادُوا الدَّوْلَةَ الْعَلَوِيَّةَ، وَعَادَ مَنْ مَعَهُ مِنَ الْعَسْكَرِ الَّذِينَ وَافَقُوهُمْ عَنْهُ، فَلَا يَبْقَى لَهُ مَقَامٌ مُقَابِلَ الْفِرِنْجِ، وَإِنْ كَانَ صَلَاحُ الدِّينِ يُقِيمُ وَيُرْسِلُ الْعَسَاكِرَ إِلَيْهِمْ ثَارُوا بِهِ، وَأَخَذُوهُ أَخْذًا بِالْيَدِ لِعَدَمِ النَّاصِرِ لَهُ وَالْمُسَاعِدِ، وَقَالَ لَهُمْ عُمَارَةُ: وَأَنَا قَدْ أَبْعَدْتُ أَخَاهُ إِلَى الْيَمَنِ خَوْفًا أَنْ يَسُدَّ مَسَدَّهُ وَتَجْتَمِعَ الْكَلِمَةُ عَلَيْهِ بَعْدَهُ.

وَأَرْسَلُوا إِلَى الْفِرِنْجِ بِصِقِلِّيَّةَ وَالسَّاحِلِ فِي ذَلِكَ، وَتَقَرَّرَتِ الْقَاعِدَةُ بَيْنَهُمْ، وَلَمْ يَبْقَ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015