الْعَدُوُّ، وَأَخَذَ هَذِهِ الْمُدُنَ، وَقَوِيَ بِهَا قُوَّةً تَمَكَّنَ مَعَهَا، وَتَيَقَّنَ مُلْكَ سَائِرِ الْبِلَادِ الْإِسْلَامِيَّةِ بِالْأَنْدَلُسِ، فَخَيَّبَ اللَّهُ ظَنَّهُ، وَكَانَ مَا نَذْكُرُهُ.
وَفِيهَا سَارَ أُسْطُولُ الْفِرِنْجِ مِنْ صِقِلِّيَةَ، فَفَتَحُوا جَزِيرَةَ قَرْقَنَةَ مِنْ إِفْرِيقِيَّةَ، فَقَتَلُوا رِجَالَهَا، وَسَبَوْا حَرِيمَهُمْ، فَأَرْسَلَ الْحَسَنُ صَاحِبُ إِفْرِيقِيَّةَ إِلَى رُجَّارَ مَلِكِ صِقِلِّيَةَ يُذَكِّرُهُ الْعُهُودَ الَّتِي بَيْنَهُمْ، فَاعْتَذَرَ بِأَنَّهُمْ غَيْرُ مُطِيعِينَ لَهُ.
[الْوَفَيَاتُ]
وَفِي هَذِهِ السَّنَةِ تُوفِّيَ مُجَاهِدُ الدِّينِ بَهْرُوزُ الْغِيَاثِيُّ، وَكَانَ حَاكِمًا بِالْعِرَاقِ نَيِّفًا وَثَلَاثِينَ سَنَةً.
وَيَرَنْقَشُ الزَّكَوِيُّ، صَاحِبُ أَصْفَهَانَ، وَكَانَ أَيْضًا شِحْنَةً بِالْعِرَاقِ، وَهُوَ خَادِمٌ أَرْمَنِيٌّ لِبَعْضِ التُّجَّارِ.
وَتُوُفِّيَ الْأَمِيرُ إِيلْدِكْزُ شِحْنَةُ بَغْدَادَ.
وَالشَّيْخُ أَبُو مَنْصُورٍ مَوْهُوبُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْخَضِرِ الْجَوَالِيقِيُّ اللُّغَوِيُّ، وَمَوْلِدُهُ فِي ذِي الْحِجَّةِ سَنَةَ خَمْسٍ وَسِتِّينَ وَأَرْبَعِمِائَةٍ، وَأَخَذَ اللُّغَةَ عَنْ أَبِي زَكَرِيَّاءَ التَّبْرِيزِيِّ، وَكَانَ يَؤُمُّ بِالْمُقْتَفِي أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ.
وَتُوُفِّيَ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ سُلَيْمَانَ أَبُو سَعْدِ بْنُ أَبِي الْفَضْلِ الْأَصْفَهَانِيُّ، وَمَوْلِدُهُ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَسِتِّينَ وَأَرْبَعِمِائَةٍ، وَرَوَى الْحَدِيثَ الْكَثِيرَ، وَكَانَ عَلَى سِيرَةِ السَّلَفِ، كَثِيرَ الِاتِّبَاعِ لِلسُّنَّةِ، رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْهِ.