دُبَيْسٍ إِلَى يُونُسَ يَبْذُلُ سِتَّةَ آلَافِ دِينَارٍ لِيُسَلِّمَ الْوَزِيرَ إِلَيْهِ، وَكَانَ خَلَاصُهُ مِنْ أَعْجَبِ الْأَشْيَاءِ.
ذِكْرُ قَتْلِ جُيُوشْ بِكْ
فِي هَذِهِ السَّنَةِ قُتِلَ جُيُوشْ بِكِ الَّذِي كَانَ صَاحِبَ الْمَوْصِلِ، وَقَدْ ذَكَرْنَا خُرُوجَهُ عَلَى السُّلْطَانِ مَحْمُودٍ، وَعَوْدَهُ إِلَى خِدْمَتِهِ، فَلَمَّا رَضِيَ عَنْهُ أَقْطَعَهُ أَذْرَبِيجَانَ وَجَهِلَهُ مُقَدَّمُ عَسْكَرِهِ، فَجَرَى بَيْنَهُ وَبَيْنَ جَمَاعَةٍ مِنَ الْأُمَرَاءِ مُنَافَرَةٌ وَمُنَازَعَاتٌ، فَأَغْرَوْا بِهِ السُّلْطَانَ، فَقَتَلَهُ فِي رَمَضَانَ عَلَى بَابِ تِبْرِيزَ.
وَكَانَ تُرْكِيًّا مِنْ مَمَالِيكِ السُّلْطَانِ مُحَمَّدٍ، عَادِلًا، حَسَنَ السِّيرَةِ، وَلَمَّا وَلِيَ الْمَوْصِلَ وَالْجَزِيرَةَ كَانَ الْأَكْرَادُ بِتِلْكَ الْأَعْمَالِ قَدِ انْتَشَرُوا، وَكَثُرَ فَسَادُهُمْ، وَكَثُرَتْ قِلَاعُهُمْ، وَالنَّاسُ مَعَهُمْ فِي ضِيقٍ، وَالطَّرِيقُ خَائِفَةٌ، فَقَصَدَهُمْ، وَحَصَرَ قِلَاعَهُمْ، وَفَتَحَ كَثِيرًا مِنْهَا بِبَلَدِ الْهَكَّارِيَّةِ، وَبَلَدِ الزَّوْزَانِ، وَبَلَدِ الْبَشْنَوِيَّةِ وَخَافَهُ الْأَكْرَادُ، وَتَوَلَّى قَصْدَهُمْ بِنَفْسِهِ، فَهَرَبُوا مِنْهُ فِي الْجِبَالِ وَالشِّعَابِ وَالْمَضَايِقِ، وَأَمِنَتِ الطُّرُقُ، وَانْتَشَرَ النَّاسُ وَاطْمَأَنُّوا، وَبَقِيَ الْأَكْرَادُ لَا يَجْسُرُونَ أَنْ يَحْمِلُوا السِّلَاحَ لِهَيْبَتِهِ.
ذِكْرُوَفَاةِ إِيلْغَازِي وَأَحْوَالِ حَلَبَ بَعْدَهُ
فِي هَذِهِ السَّنَةِ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ، تُوُفِّيَ إِيلْغَازِي بْنُ أُرْتُقَ بِمَيَّافَارِقِينَ، وَمَلَكَ ابْنُهُ حُسَامُ الدِّينِ تَمَرْتَاشُ قَلْعَةَ مَارِدِينَ، وَمَلَكَ ابْنُهُ سُلَيْمَانُ مَيَّافَارِقِينَ، وَكَانَ بِحَلَبَ ابْنُ أَخِيهِ بَدْرُ الدُّوَلَةِ سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ بْنِ أُرْتُقَ، فَبَقِيَ بِهَا إِلَى أَنْ أَخَذَهَا ابْنُ عَمِّهِ.
ذِكْرُ عِدَّةِ حَوَادِثَ
فِي هَذِهِ السَّنَةِ أَقْطَعَ السُّلْطَانُ مَحْمُودٌ الْأَمِيرَ آقْسُنْقُرَ الْبُرْسُقِيَّ مَدِينَةَ وَاسِطَ وَأَعْمَالَهَا، مُضَافًا إِلَى وِلَايَةِ الْمَوْصِلِ وَغَيْرِهَا مِمَّا بِيَدِهِ، وَشِحْنَكِيَّةَ الْعِرَاقِ، فَلَمَّا أَقْطَعَهَا الْبُرْسُقِيُّ سَيَّرَ إِلَيْهَا