اسْتَدَانَ دِينَارًا، وَأَقَامَ بَعْدَ ذَلِكَ بِالسُّلْطَانِ مُحَمَّدٍ، عِدَّةَ شُهُورٍ، فِي جَمِيعِ مَا يُرِيدُهُ، وَكَانَ قَلِيلَ الْمَعْرُوفِ.
وَفِيهَا، فِي ذِي الْحِجَّةِ، تُوُفِّيَ أَبُو الْفَوَارِسِ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْخَازِنُ، الْكَاتِبُ الْمَشْهُورُ بِجَوْدَةِ الْخَطِّ، وَلَهُ شِعْرٌ مِنْهُ:
عَنَّتِ الدُّنْيَا لِطَالِبِهَا ... وَاسْتَرَاحَ الزَّاهِدُ الْفَطِنُ
عَرَفَ الدُّنْيَا، فَلَمْ يَرَهَا ... وَسِوَاهُ حَظُّهُ الْفِتَنُ
كُلُّ مَلْكٍ نَالَ زُخْرُفَهَا ... حَظُّهُ مِمَّا حَوَى كَفَنُ
يَقْتَنِي مَالًا، وَيَتْرُكُهُ ... فِي كِلَا الْحَالَيْنِ مُفْتَتَنُ
أَمَلِي كَوْنِي عَلَى ثِقَةٍ ... مِنْ لِقَاءِ اللَّهِ مُرْتَهَنُ
أَكْرَهُ الدُّنْيَا، وَكَيْفَ بِهَا ... وَالَّذِي تَسْخُو بِهِ وَسَنٌ
لَمْ تَدُمْ قَبْلِي عَلَى أَحَدٍ ... فَلِمَاذَا الْهَمُّ وَالْحَزَنُ؟
وَقِيلَ تُوُفِّيَ سَنَةَ تِسْعٍ وَأَرْبَعِمِائَةٍ، وَقَدْ ذُكِرَ هُنَاكَ.