الْقِتَالِ، فَسَهُلَ الْأَمْرُ عَلَى السُّلْطَانِ مَلِكْشَاهْ، وَرَمَى مِنَ السُّورِ عُدَّةَ ثُلَمٍ بِالْمِنْجِنَيْقَاتِ، وَأَخَذَ ذَلِكَ الْبُرْجَ، فَلَمَّا صَعَدَ عَسْكَرُ السُّلْطَانِ إِلَى السُّورِ هَرَبَ أَحْمَدُ خَانَ، وَاخْتَفَى فِي بُيُوتِ بَعْضِ الْعَامَّةِ فَغُمِزَ عَلَيْهِ وَأُخِذَ وَحُمِلَ إِلَى السُّلْطَانِ، وَفِي رَقَبَتِهِ حَبْلٌ، فَأَكْرَمَهُ السُّلْطَانُ، وَأَطْلَقَهُ وَأَرْسَلَهُ إِلَى أَصْبَهَانَ، وَمَعَهُ مَنْ يَحْفَظُهُ، وَرَتَّبَ بِسَمَرْقَنْدَ الْأَمِيرَ الْعَمِيدَ أَبَا طَاهِرٍ عَمِيدَ خَوَارِزْمَ.

وَسَارَ السُّلْطَانُ قَاصِدًا إِلَى كَاشْغَرَ، فَبَلَغَ إِلَى يُوزْكَنْدَ، وَهُوَ بَلَدٌ يَجْرِي عَلَى بَابِهِ نَهْرٌ، وَأَرْسَلَ مِنْهَا رُسُلًا إِلَى مَلِكِ كَاشْغَرَ يَأْمُرُهُ بِإِقَامَةِ الْخُطْبَةِ، وَضَرْبِ السِّكَّةِ بِاسْمِهِ، وَيَتَوَعَّدُهُ إِنْ خَالَفَ بِالْمَسِيرِ إِلَيْهِ. فَفَعَلَ ذَلِكَ وَأَطَاعَ، وَحَضَرَ عِنْدَ السُّلْطَانِ، فَأَكْرَمَهُ وَعَظَّمَهُ، وَتَابَعَ الْإِنْعَامَ عَلَيْهِ، وَأَعَادَهُ إِلَى بَلَدِهِ.

وَرَجَعَ السُّلْطَانُ إِلَى خُرَاسَانَ، فَلَمَّا أَبْعَدَ عَنْ سَمَرْقَنْدَ لَمْ يَتَّفِقْ أَهْلُهَا وَعَسْكَرُهَا الْمَعْرُوفُونَ بِالْجَكَلِيَّةِ مَعَ الْعَمِيدِ أَبِي طَاهِرٍ، نَائِبِ السُّلْطَانِ عِنْدَهُمْ، حَتَّى كَادُوا يَثِبُونَ عَلَيْهِ، فَاحْتَالَ حَتَّى خَرَجَ مِنْ عِنْدِهِمْ، وَمَضَى إِلَى خُوَارِزْمَ.

ذِكْرُ عِصْيَانِ سَمَرْقَنْدَ كَانَ مُقَدِّمُ الْعَسْكَرِ الْمَعْرُوفُ بِالْجَكَلِيَّةِ، وَاسْمُهُ عَيْنُ الدَّوْلَةِ، قَدْ خَافَ السُّلْطَانَ لِهَذَا الْحَادِثِ، فَكَاتَبَ يَعْقُوبَ تِكِينَ أَخَا مَلِكِ كَاشْغَرَ، وَمَمْلَكَتُهُ تُعْرَفُ بِآبَ نَبَّاشِي، وَبِيَدِهِ قَلْعَتُهَا، وَاسْتَحْضَرَهُ، فَحَضَرَ عِنْدَهُ بِسَمَرْقَنْدَ، وَاتَّفَقَا، ثُمَّ إِنَّ يَعْقُوبَ عَلِمَ أَنَّ أَمْرَهُ لَا يَسْتَقِيمُ مَعَهُ، فَوَضَعَ عَلَيْهِ الرَّعِيَّةَ الَّذِينَ كَانَ أَسَاءَ إِلَيْهِمْ، حَتَّى ادَّعَوْا عَلَيْهِ دِمَاءَ قَوْمٍ كَانَ قَتَلَهُمْ، وَأَخَذَ الْفَتَاوَى عَلَيْهِ فَقَتَلَهُ، وَاتَّصَلَتِ الْأَخْبَارُ بِالسُّلْطَانِ مَلِكْشَاهْ بِذَلِكَ، فَعَادَ إِلَى سَمَرْقَنْدَ.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015