الْقَاسِمِ السَّاوِيُّ، سَمِعَ الْحَدِيثَ الْكَثِيرَ مِنْ أَبِي سَعِيدٍ الصَّيْرَفِيِّ وَغَيْرِهِ، وَرَوَى عَنْهُ النَّاسُ، وَكَانَ ثِقَةً، وَطَاهِرُ بْنُ الْحُسَيْنِ أَبُو الْوَفَا الْبَنْدَنِيجِيُّ، الْهَمَذَانِيُّ، كَانَ شَاعِرًا، أَدِيبًا وَكَانَ يَمْدَحُ لَا لِعَرَضِ الدُّنْيَا، وَمَدَحَ نِظَامَ الْمُلْكِ بِقَصِيدَتَيْنِ كُلُّ وَاحِدَةٍ مِنْهُمَا تَزِيدُ عَلَى أَرْبَعِينَ بَيْتًا، إِحْدَاهُمَا لَيْسَ فِيهَا نُقْطَةٌ، وَالْأُخْرَى جَمِيعُ حُرُوفِهَا مَنْقُوطَةٌ.
وَفِيهَا تُوُفِّيَتْ فَاطِمَةُ بِنْتُ عَلِيٍّ الْمُؤَدِّبِ، الْمَعْرُوفَةُ بِبِنْتِ الْأَقْرَعِ، الْكَاتِبَةُ، كَانَتْ مِنْ أَحْسَنِ النَّاسِ خَطًّا عَلَى طَرِيقَةِ ابْنِ الْبَوَّابِ، وَسَمِعَتِ الْحَدِيثَ وَأَسْمَعَتْهُ.
وَفِيهَا، فِي ذِي الْقِعْدَةِ، تُوُفِّيَ غَرْسُ النِّعْمَةِ أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ الصَّابِي، صَاحِبُ التَّارِيخِ، وَظَهَرَ لَهُ مَالٌ كَثِيرٌ، وَكَانَ لَهُ مَعْرُوفٌ وَصَدَقَةٌ.