وَفِيهَا أَمَرَ الْمَلِكُ أَبُو كَالِيجَارَ بِبِنَاءِ سُورِ مَدِينَةِ شِيرَازَ، فَبُنِيَ وَأُحْكِمَ بِنَاؤُهُ، وَكَانَ دُورُهُ اثْنَيْ عَشَرَ أَلْفَ ذِرَاعٍ، وَعَرْضُهُ ثَمَانِيَةَ أَذْرُعٍ، وَلَهُ أَحَدَ عَشَرَ بَابًا، وَفُرِغَ مِنْهُ سَنَةَ أَرْبَعِينَ وَأَرْبَعِمِائَة ٍ.
وَفِيهَا نُقِلَ تَابُوتُ جَلَالِ الدَّوْلَةِ مِنْ دَارِهِ إِلَى مَشْهَدِ بَابِ التِّبْنِ إِلَى تُرْبَةٍ لَهُ هُنَاك َ.
وَفِيهَا اسْتَوْزَرَ السُّلْطَانُ طُغْرُلْبَك وَزِيرَهُ أَبَا الْقَاسِمِ عَلِيَّ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ الْجُوَيْنِيَّ، وَهُوَ أَوَّلُ وَزِيرٍ وَزَرَ لَهُ، ثُمَّ وَزَرَ لَهُ بَعْدَهُ رَئِيسُ الرُّؤَسَاءِ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مِيكَائِيلَ، ثُمَّ وَزَرَ لَهُ بَعْدَهُ نِظَامُ الْمُلْكِ أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدِّهِسْتَانِيُّ، وَهُوَ أَوَّلُ مَنْ لُقِّبَ نِظَامَ الْمُلْكِ، ثُمَّ وَزَرَ لَهُ بَعْدَهُ عَمِيدُ الْمُلْكِ الْكُنْدُرِيُّ، وَهُوَ أَشْهَرُهُمْ، وَإِنَّمَا اشْتَهَرَ لِأَنَّ طُغْرُلْبَك فِي أَيَّامِهِ عَظُمَتْ دَوْلَتُهُ، وَوَصَلَ إِلَى الْعِرَاقِ وَخَطَبَ لَهُ بِالسَّلْطَنَةِ، وَسَيَرِدُ فِي أَخْبَارِهِ مَا فِيهِ كِفَايَةٌ، فَلَا حَاجَةَ إِلَى ذِكْرِهَا هَاهُنَا.
[الْوَفَيَاتُ]
وَفِيهَا تُوُفِّيَ الشَّرِيفُ الْمُرْتَضَى أَبُو الْقَاسِمِ عَلِيٌّ أَخُو الرَّضِيِّ فِي آخِرِ رَبِيعٍ الْأَوَّلِ، وَمَوْلِدُهُ سَنَةَ خَمْسٍ وَخَمْسِينَ وَثَلَاثِمِائَةٍ، وَوَلِيَ نِقَابَةَ الْعَلَوِيِّينَ بَعْدَهُ أَبُو أَحْمَدَ عَدْنَانُ ابْنُ أَخِيهِ الرَّضِي ِّ.
وَفِيهَا تُوُفِّيَ الْقَاضِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ (الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ) الصَّيْمَرِيُّ، وَهُوَ شَيْخُ أَصْحَابِ أَبِي حَنِيفَةَ فِي زَمَانِهِ، وَمِنْ جُمْلَةِ تَلَامِذَتِهِ الْقَاضِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ