ذِكْرُ عِدَّةِ حَوَادِثَ
فِي هَذِهِ السَّنَةِ جَرَتْ حَرْبٌ بَيْنَ ابْنِ الْهَيْثَمِ صَاحِبِ الْبَطِيحَةِ، وَبَيْنَ الْأَجْنَادِ مِنَ الْغُزِّ وَالدَّيْلَمِ، فَأَحْرَقَ الْجَامِدَةَ وَغَيْرَهَا، وَخَطَبَ الْجُنْدُ لِلْمَلِكِ أَبِي كَالِيجَارَ.
وَفِيهَا أَرْسَلَ الْخَلِيفَةُ الْقَائِمُ بِأَمْرِ اللَّهِ أَقَضَى الْقُضَاةِ أَبَا الْحَسَنِ عَلِيَّ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ حَبِيبٍ الْمَاوَرْدِيَّ الْفَقِيهَ الشَّافِعِيَّ - إِلَى السُّلْطَانِ طُغْرُلْبَك قَبْلَ وَفَاةِ جَلَالِ الدَّوْلَةِ، وَأَمَرَهُ أَنْ يُقَرِّرَ الصُّلْحَ بَيْنَ طُغْرُلْبَك وَالْمَلِكِ جَلَالِ الدَّوْلَةِ وَأَبِي كَالِيجَارَ، فَسَارَ إِلَيْهِ وَهُوَ بِجُرْجَانَ، فَلَقِيَهُ طُغْرُلْبَك عَلَى أَرْبَعَةِ فَرَاسِخَ إِجْلَالًا لِرِسَالَةِ الْخَلِيفَةِ، وَعَادَ الْمَاوَرْدِيُّ سَنَةَ سِتٍّ وَثَلَاثِينَ [وَأَرْبَعِمِائَةٍ] ، وَأَخْبَرَ عَنْ طَاعَةِ طُغْرُلْبَك لِلْخَلِيفَةِ، وَتَعْظِيمِهِ لِأَوَامِرِهِ، وَوُقُوفِهِ عِنْدَه ُ.
[الْوَفَيَاتُ]
وَفِيهَا تُوُفِّيَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ الْفَرَجِ بْنِ الْأَزْهَرِ أَبُو الْقَاسِمِ (بْنِ أَبِي الْفَتْحِ) الْأَزْهَرِيُّ (الصَّيْرَفِيُّ، الْمَعْرُوفُ بِابْنِ السَّوَادِيِّ، شَيْخُ الْخُطَبَاءِ أَبِي بَكْرٍ) وَكَانَ إِمَامًا فِي الْحَدِيثِ، وَمِنْ تَلَامِذَتِهِ الْخَطِيبُ الْبَغْدَاذِي ُّ.