427 -
ثُمَّ دَخَلَتْ سَنَةُ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ وَأَرْبَعِمِائَةٍ
ذِكْرُ وُثُوبِ الْجُنْدِ بِجَلَالِ الدَّوْلَةِ
فِي هَذِهِ السَّنَةِ ثَارَ الْجُنْدُ بِبَغْدَاذَ بِجَلَالِ الدَّوْلَةِ، وَأَرَادُوا إِخْرَاجَهُ مِنْهَا، فَاسْتَنْظَرَهُمْ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ، فَلَمْ يُنْظِرُوهُ، وَرَمَوْهُ بِالْآجُرِّ، فَأَصَابَهُ بَعْضُهُمْ، وَاجْتَمَعَ الْغِلْمَانُ فَرَدُّوهُمْ عَنْهُ، فَخَرَجَ مِنْ بَابٍ لَطِيفٍ فِي سُمَيْرِيَّةٍ مُتَنَكِّرًا، وَصَعِدَ رَاجِلًا مِنْهَا إِلَى دَارِ الْمُرْتَضَى بِالْكَرْخِ، وَخَرَجَ مِنْ دَارِ الْمُرْتَضَى، وَسَارَ إِلَى رَافِعِ (بْنِ الْحُسَيْنِ) بْنِ مَقْنٍ بِتَكْرِيتَ، وَكَسَرَ الْأَتْرَاكُ أَبْوَابَ دَارِهِ وَدَخَلُوهَا وَنَهَبُوهَا، وَقَلَعُوا كَثِيرًا مِنْ سَاجِهَا وَأَبْوَابِهَا، فَأَرْسَلَ الْخَلِيفَةُ إِلَيْهِ، وَقَرَّرَ أَمْرَ الْجُنْدِ وَأَعَادَهُ إِلَى بَغْدَاذَ.
ذِكْرُ الْحَرْبِ بَيْنَ أَبِي سَهْلٍ الْحَمْدُونِيِّ وَعَلَاءِ الدَّوْلَةِ
فِي هَذِهِ السَّنَةِ سَارَ طَائِفَةٌ مِنَ الْعَسَاكِرِ الْخُرَاسَانِيَّةِ الَّتِي مَعَ الْوَزِيرِ أَبِي سَهْلٍ الْحَمْدُونِيِّ بِأَصْبَهَانَ يَطْلُبُونَ الْمِيرَةَ، فَوَضَعَ عَلَيْهِمْ عَلَاءُ الدَّوْلَةِ مَنْ أَطْمَعَهُمْ فِي الِامْتِيَارِ مِنَ النَّوَاحِي الْقَرِيبَةِ مِنْهُ، فَسَارُوا إِلَيْهَا، وَلَا يَعْلَمُونَ قُرْبَهُ مِنْهُمْ، فَلَمَّا أَتَاهُ خَبَرُهُمْ (خَرَجَ إِلَيْهِمْ) وَأَوْقَعَ بِهِمْ وَغَنِمَ مَا مَعَهُمْ.
وَقَوِيَ طَمَعُهُ بِذَلِكَ، فَجَمَعَ جَمْعًا مِنَ الدَّيْلَمِ وَغَيْرِهِمْ وَسَارَ إِلَى أَصْبَهَانَ، وَبِهَا