مَكْشُوفَ الرَّأْسِ فِي قَمِيصٍ خَفِيفٍ، وَكَانَتْ وَزَارَتُهُ هَذِهِ شَهْرَيْنِ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ، وَعَادَ أَبُو سَعْدِ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ إِلَى الْوَزَارَةِ.
وَفِيهَا، فِي ذِي الْحِجَّةِ، وَثَبَ الْحَسَنُ بْنُ أَبِي الْبَرَكَاتِ بْنِ ثِمَالٍ الْخَفَاجِيُّ بِعَمِّهِ عَلِيِّ بْنِ ثِمَالٍ أَمِيرِ بَنِي خَفَاجَةَ، فَقَتَلَهُ، وَقَامَ بِإِمَارَةِ بَنِي خَفَاجَةَ.
وَفِيهَا جَمَعَتِ الرُّومُ وَسَارَتْ إِلَى وِلَايَةِ حَلَبَ، فَخَرَجَ إِلَيْهِمْ صَاحِبُهَا شِبْلُ الدَّوْلَةِ بْنُ صَالِحِ بْنِ مِرْدَاسٍ، فَتَصَافُّوا وَاقْتَتَلُوا، فَانْهَزَمَتِ الرُّومُ، وَتَبِعَهُمْ إِلَى عَزَازَ، وَغَنِمَ غَنَائِمَ كَثِيرَةً وَعَادَ سَالِمًا.
وَفِيهَا قَصَدَتْ خَفَاجَةُ الْكُوفَةَ، وَمُقَدَّمُهُمُ الْحَسَنُ بْنُ أَبِي الْبَرَكَاتِ بْنِ ثِمَالٍ، فَنَهَبُوهَا، وَأَرَادُوا تَخْرِيبَهَا، وَمَنَعُوا النَّخْلَ مِنَ الْمَاءِ فَهَلَكَ أَكْثَرُهُ.
وَفِيهَا هَرَبَ الزَّكِيُّ أَبُو عَلِيٍّ النَّهْرَسَابُسِيُّ مِنْ مَحْبِسِهِ، وَكَانَ قِرْوَاشٌ قَدِ اعْتَقَلَهُ بِالْمَوْصِلِ، فَبَقِيَ سَنَتَيْنِ إِلَى الْآنَ، وَلَمْ يَحُجَّ هَذِهِ السَّنَةَ مِنِ الْعِرَاقِ أَحَدٌ.
[الْوَفَيَاتُ]
وَفِي هَذِهِ السَّنَةِ تُوُفِّيَ أَحْمَدُ بْنُ كُلَيْبٍ، الْأَدِيبُ، الشَّاعِرُ الْأَنْدَلُسِيُّ، وَحَدِيثُهُ مَعَ أَسْلَمَ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ سَعِيدٍ مَشْهُورٌ، وَكَانَ يَهْوَاهُ، فَقَالَ فِيهِ: