وَفِيهَا نُقِضَتِ الدَّارُ الْمُعِزِّيَةُ، وَكَانَ مُعِزُّ الدَّوْلَةِ بْنُ بُوَيْهِ بَنَاهَا وَعَظَّمَهَا، وَغَرِمَ عَلَيْهَا أَلْفَ أَلْفِ دِينَارٍ، وَأَوَّلُ مَنْ شَرَعَ فِي تَخْرِيبِهَا بَهَاءُ الدَّوْلَةِ، فَإِنَّهُ لَمَّا عَمَّرَ دَارَهُ بِسُوقِ الثُّلَاثَاءِ نَقَلَ إِلَيْهَا مِنْ أَنْقَاضِهَا، وَأَخَذَ سَقْفًا مِنْهَا وَأَرَادَ أَنْ يَنْقُلَهُ إِلَى شِيرَازَ، فَلَمْ يَتِمَّ ذَلِكَ، فَبَذَلَ فِيهِ مَنْ يَحُكُّ ذَهَبَهُ ثَمَانِيَةَ آلَافِ دِينَارٍ، وَنُقِضَتِ الْآنَ، وَبِيعَ أَنْقَاضُهَا.
[الْوَفَيَاتُ]
وَفِيهَا تُوُفِّيَ هِبَةُ اللَّهِ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ مَنْصُورٍ أَبُو الْقَاسِمِ اللَّالْكَائِيُّ الرَّازِيُّ، سَمِعَ الْحَدِيثَ الْكَثِيرَ، وَتَفَقَّهَ عَلَى أَبِي حَامِدٍ الْإِسْفَرَايِينِيِّ، وَصَنَّفَ كُتُبًا.
وَأَبُو الْقَاسِمِ طَبَاطَبَا الشَّرِيفُ الْعَلَوِيُّ، وَلَهُ شِعْرٌ جَيِّدٌ، فَمِنْهُ أَنَّ صَدِيقًا لَهُ كَتَبَ إِلَيْهِ رُقْعَةً، فَأَجَابَهُ عَلَى ظَهْرِهَا (هَذِهِ الْأَبْيَاتِ) :
وَقَرَأْتُ الَّذِي كَتَبْتَ، وَمَا ... زَا لَ نَجِيِّي وَمُؤْنِسِي وَسَمِيرِي
وَغَدَا الْفَأْلُ بِامْتِزَاجِ السُّطُورِ ... حَاكِمًا بِامْتِزَاجِ مَا فِي الضَّمِيرِ
وَاقْتِرَانُ الْكَلَامِ لَفْظًا وَخَطًّا ... شَاهِدًا بِاقْتِرَانِ وُدِّ الصُّدُورِ
وَتَبَرَّكْتُ بِاجْتِمَاعِ الْكَلَامَيْ ... نِ رَجَاءَ اجْتِمَاعِنَا فِي سُرُورِ
وَتَفَاءَلْتُ بِالظُّهُورِ عَلَى الْوَا شِيِ
،
فَصَارَتْ إِجَابَتِي فِي الصُّدُورِ