وَكَانَ خَرَجَ مِنْ قَلْعَتِهِ مُتَنَزِّهًا، فَمَرِضَ وَمَاتَ وَحُمِلَ إِلَى الْقَلْعَةِ فَدُفِنَ بِهَا، وَوَلِيَ بَعْدَهُ ابْنُهُ الْقَائِدُ، وَعَظُمَ عَلَى الْمُعِزِّ مَوْتُهُ، لِأَنَّ الْأَمْرَ بَيْنَهُمَا كَانَ قَدْ صَلُحَ، وَاسْتَقَامَتِ الْأُمُورُ لِلْمُعِزِّ بَعْدَهُ، وَأَذْعَنَ لَهُ أَوْلَادُ عَمِّهِ حَمَّادٍ بِالطَّاعَةِ.
ذِكْرُ عِدَّةِ حَوَادِثَ
فِي هَذِهِ السَّنَةِ كَانَ بِالْعِرَاقِ بَرْدٌ شَدِيدٌ جَمَدَ فِيهِ الْمَاءُ فِي دِجْلَةَ وَالْأَنْهَارِ الْكَبِيرَةِ، فَأَمَّا السَّوَاقِي فَإِنَّهَا جَمَدَتْ كُلُّهَا، وَتَأَخَّرَ الْمَطَرُ وَزِيَادَةُ دِجْلَةَ، فَلَمْ يُزْرَعْ فِي السَّوَادِ إِلَّا الْقَلِيلُ.
وَفِيهَا بَطَلَ الْحَجُّ مِنْ خُرَاسَانَ وَالْعِرَاقِ.
(وَفِيهَا انْقَضَّ كَوْكَبٌ عَظِيمٌ اسْتَنَارَتْ لَهُ الْأَرْضُ، فَسُمِعَ لَهُ دَوِيٌّ عَظِيمٌ، كَانَ ذَلِكَ فِي رَمَضَانَ) .
[الْوَفَيَاتُ]
وَفِيهَا مَاتَ أَبُو سَعْدِ بْنُ مَاكُولَا، وَزِيرُ جَلَالِ الدَّوْلَةِ، فِي مَحْبِسِهِ.
وَأَبُو حَازِمٍ عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْعَبْدَوِيُّ النَّيْسَابُورِيُّ الْحَافِظُ، وَهُوَ مِنْ مَشَايِخِ خَطِيبِ بَغْدَاذَ.