وَأَبُو الْحَسَنِ الْهُمَانِيُّ وَكَانَ مُتَوَلِّيَ الْبَصْرَةِ وَغَيْرِهَا وَهُوَ الَّذِي مَدَحَهُ مِهْيَارُ بِقَوْلِهِ:
أَسْتَنْجِدُ الصَّبْرَ فِيكُمْ، وَهُوَ مَغْلُوبٌ
[ذِكْرُ عِدَّةِ حَوَادِثَ]
وَفِيهَا قَدِمَ سُلْطَانُ الدَّوْلَةِ بَغْدَاذَ، وَضُرِبَ الطَّبْلُ فِي أَوْقَاتِ الصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ، وَلَمْ تَجْرِ بِهِ عَادَةٌ، إِنَّمَا كَانَ عَضُدُ الدَّوْلَةِ يَفْعَلُ ذَلِكَ فِي أَوْقَاتِ ثَلَاثِ صَلَوَاتٍ.
وَفِيهَا هَرَبَ ابْنُ سَهْلَانَ مِنْ سُلْطَانِ الدَّوْلَةِ إِلَى هِيتَ وَأَقَامَ عِنْدَ قِرْوَاشٍ، وَوَلَّى سُلْطَانُ الدَّوْلَةِ مَوْضِعَهُ أَبَا الْقَاسِمِ جَعْفَرَ بْنَ أَبِي الْفَرَجِ بْنِ فَسَانْجِسَ، وَمَوْلِدُهُ بِبَغْدَاذَ سَنَةَ خَمْسٍ وَخَمْسِينَ وَثَلَاثِمِائَةٍ.
(وَفِيهَا كَانَتْ بِبَغْدَاذَ فِتْنَةٌ بَيْنَ أَهْلِ الْكَرْخِ مِنَ الشِّيعَةِ وَبَيْنَ غَيْرِهِمْ مِنَ السُّنَّةِ اشْتَدَّتْ.
وَفِيهَا اسْتَنَابَ الْقَادِرُ بِاللَّهِ الْمُعْتَزِلَةَ وَالشِّيعَةَ وَغَيْرَهُمَا مِنْ أَرْبَابِ الْمَقَالَاتِ الْمُخَالِفَةِ لِمَا يَعْتَقِدُهُ مِنْ مَذَاهِبِهِمْ، وَنَهَى مِنَ الْمُنَاظَرَةِ فِي شَيْءٍ مِنْهَا، وَمَنْ فَعَلَ ذَلِكَ نُكِّلَ بِهِ وَعُوقِبَ) .