فَجَهَّزَ الْمِصْرِيُّونَ مُعِزَّ الدَّوْلَةِ ثِمَالَ بْنَ صَالِحٍ إِلَى ابْنِ أَخِيهِ، فَحَصَرَهُ (فِي حَلَبَ) فِي ذِي الْحِجَّةِ مِنَ السَّنَةِ، فَاسْتَنْجَدَ مَحْمُودٌ خَالَهُ مَنِيعَ بْنَ شَبِيبِ بْنِ وَثَّابٍ النُّمَيْرِيَّ، صَاحِبَ حَرَّانَ، فَجَاءَ إِلَيْهِ، فَلَمَّا بَلَغَ ثِمَالًا مَجِيئُهُ سَارَ عَنْ حَلَبَ إِلَى الْبَرِّيَّةِ فِي الْمُحَرَّمِ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَخَمْسِينَ [وَأَرْبَعِمِائَةٍ] .

وَعَادَ مَنِيعٌ إِلَى حَرَّانَ، فَعَادَ ثِمَالٌ إِلَى حَلَبَ، وَخَرَجَ إِلَيْهِ مَحْمُودُ ابْنُ أَخِيهِ، فَاقْتَتَلُوا، وَقَاتَلَ مَحْمُودٌ قِتَالًا شَدِيدًا، ثُمَّ انْهَزَمَ مَحْمُودٌ فَمَضَى إِلَى أَخْوَالِهِ بَنِي نُمَيْرٍ بِحَرَّانَ، وَتَسَلَّمَ ثِمَالٌ حَلَبَ فِي رَبِيعِ الْأَوَّلِ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَخَمْسِينَ [وَأَرْبَعِمِائَةٍ] ، وَخَرَجَ إِلَى الرُّومِ، فَغَزَاهُمْ، ثُمَّ تُوُفِّيَ بِحَلَبَ فِي ذِي الْقَعْدَةِ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَخَمْسِينَ [وَأَرْبَعِمِائَةٍ] ، وَكَانَ كَرِيمًا، وَحَلِيمًا، وَأَوْصَى بِحَلَبَ لِأَخِيهِ عَطِيَّةَ بْنِ صَالِحٍ فَمَلَكَهَا.

وَنَزَلَ بِهِ قَوْمٌ مِنَ التُّرْكُمَانِ مَعَ ابْنِ خَانَ التُّرْكُمَانِيِّ، فَقَوِيَ بِهِمْ، فَأَشَارَ أَصْحَابُهُ بِقَتْلِهِمْ، فَأَمَرَ أَهْلَ الْبَلَدِ بِذَلِكَ، فَقَتَلُوا مِنْهُمْ جَمَاعَةً، وَنَجَا الْبَاقُونَ، فَقَصَدُوا مَحْمُودًا بِحَرَّانَ، وَاجْتَمَعُوا مَعَهُ عَلَى حِصَارِ حَلَبَ، فَحَصَرَهَا وَمَلَكَهَا فِي رَمَضَانَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَخَمْسِينَ [وَأَرْبَعِمِائَةٍ] .

وَقَصَدَ عَمُّهُ عَطِيَّةُالرَّقَّةَ فَمَلَكَهَا، وَلَمْ يَزَلْ بِهَا حَتَّى أَخَذَهَا مِنْهُ شَرَفُ الدَّوْلَةِ مُسْلِمُ بْنُ قُرَيْشٍ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَسِتِّينَ [وَأَرْبَعِمِائَةٍ] ، وَسَارَ عَطِيَّةُ إِلَى بَلَدِ الرُّومِ، فَمَاتَ بِالْقُسْطَنْطِينِيَّةِ سَنَةَ خَمْسٍ وَسِتِّينَ.

وَأَرْسَلَ مَحْمُودٌ التُّرْكُمَانَ مَعَ أَمِيرِهِمُ ابْنِ خَانَ إِلَى أَرْتَاحَ، فَحَصَرَهَا وَأَخَذَهَا مِنَ الرُّومِ سَنَةَ سِتِّينَ [وَأَرْبَعِمِائَةٍ] ، وَسَارَ مَحْمُودٌ إِلَى طَرَابُلُسَ، فَحَصَرَهَا، وَأَخَذَ مِنْ أَهْلِهَا مَالًا وَعَادَ، وَأَرْسَلَهُ مَحْمُودٌ فِي رِسَالَةٍ إِلَى السُّلْطَانِ أَلْبِ أَرْسَلَانَ، وَمَاتَ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015