ذِكْرُ عِدَّةِ حَوَادِثَ
فِي هَذِهِ السَّنَةِ قُتِلَ أَبُو عَلِيِّ بْنُ ثِمَالٍ الْخَفَاجِيُّ، وَكَانَ الْحَاكِمُ بِأَمْرِ اللَّهِ صَاحِبُ مِصْرَ، قَدْ وَلَّاهُ الرَّحْبَةَ، فَسَارَ إِلَيْهَا، فَخَرَجَ إِلَيْهِ عِيسَى بْنُ خَلَّاطٍ الْعُقَيْلِيُّ فَقَتَلَهُ وَمَلَكَ الرَّحْبَةَ، ثُمَّ مَلَكَهَا بَعْدَهُ غَيْرُهُ، فَصَارَ أَمْرُهَا إِلَى صَالِحِ بْنِ مِرْدَاسٍ الْكِلَابِيِّ صَاحِبِ حَلَبَ.
وَفِيهَا صُرِفَ أَبُو عُمَرَ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ الْهَاشِمِيُّ عَنْ قَضَاءِ الْبَصْرَةِ، وَكَانَ قَدْ عَلَا إِسْنَادُهُ فِي رِوَايَةِ السُّنَنِ لِأَبِي دَاوُدَ السِّجِسْتَانِيِّ، وَمِنْ طَرِيقِهِ سَمِعْنَاهُ، وَوَلِيَ الْقَضَاءَ بَعْدَهُ أَبُو الْحَسَنِ بْنُ أَبِي الشَّوَارِبِ، فَقَالَ الْعُصْفُرِيُّ الشَّاعِرُ:
عِنْدِي حَدِيثٌ طَرِيفٌ بِمِثْلِهِ يُتَغَنَّى ... مِنْ قَاضِيَيْنِ يُعَزَّى هَذَا وَهَذَا يُهَنَّا
فَذَا يَقُولُ أَكْرَهُونَا وَذَا يَقُولُ اسْتَرَحْنَا ... وَيَكْذِبَانِ وَنَهْذِي فَمَنْ يُصَدَّقُ مِنَّا
[الْوَفَيَاتُ]
وَفِيهَا تُوُفِّيَ أَبُو دَاوُدَ بْنُ سِيَامِرْدَ بْنِ بَاجَعْفَرٍ، وَدُفِنَ عِنْدَ قَبْرِ النُّذُورِ بِنَهْرِ الْمُعَلَّى، وَقُبَّتُهُ مَشْهُورَةٌ، وَأَبُو مُحَمَّدٍ الْبَافِيُّ الْفَقِيهُ الشَّافِعِيُّ، وَهُوَ الْقَائِلُ:
يَا ذَا الَّذِي قَاسَمَنِي فِي الْبِلَى
،
فَاخْتَارَ أَنْ يَسْكُنَهُ أَوَّلَا ... مَا وَطَّنْتُ نَفْسِي، وَلَكِنَّهَا
تَسْرِي إِلَيْكُمْ مَنْزِلًا مَنْزِلَا