الْغَنَائِمِ، فَفَرَشَ تِلْكَ الْجَوَاهِرَ فِي صَحْنِ دَارِهِ، وَكَانَ قَدِ اجْتَمَعَ عِنْدَهُ رُسُلُ الْمُلُوكِ، فَأَدْخَلَهُمْ إِلَيْهِ، فَرَأَوْا مَا لَمْ يَسْمَعُوا بِمِثْلِهِ.
ذِكْرُ حَالِ أَبِي جَعْفَرِ بْنِ كَاكَوَيْهِ
هُوَ أَبُو جَعْفَرِ بْنُ دَشْمَنَزْيَارَ، وَإِنَّمَا قِيلَ كَاكَوَيْهِ لِأَنَّهُ كَانَ ابْنَ خَالِ وَالِدَةِ مَجْدِ الدَّوْلَةِ بْنِ فَخْرِ الدَّوْلَةِ بْنِ بُوَيْهِ، وَكَاكَوَيْهِ هُوَ الْخَالُ بِالْفَارِسِيَّةِ، وَكَانَتْ وَالِدَةُ مَجْدِ الدَّوْلَةِ قَدِ اسْتَعْمَلَتْهُ عَلَى أَصْبَهَانَ، فَلَمَّا فَارَقَتْ وَلَدَهَا فَسَدَ حَالُهُ، فَقَصَدَ الْمَلِكَ بَهَاءَ الدَّوْلَةِ وَأَقَامَ عِنْدَهُ مُدَّةً، ثُمَّ عَادَتْ وَالِدَةُ مَجْدِ الدَّوْلَةِ إِلَى ابْنِهَا بِالرَّيِّ فَهَرَبَ أَبُو جَعْفَرٍ وَسَارَ إِلَيْهَا، فَأَعَادَتْهُ إِلَى أَصْبَهَانَ، وَاسْتَقَرَّ فِيهَا قَدَمُهُ، وَعَظُمَ شَأْنُهُ وَسَيَأْتِي مِنْ أَخْبَارِهِ مَا يُعْلَمُ [بِهِ] صِحَّةُ ذَلِكَ، إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى.
ذِكْرُ عِدَّةِ حَوَادِثَ
فِي هَذِهِ السَّنَةِ، فِي (رَبِيعٍ الْأَوَّلِ) وَقَعَ ثَلْجٌ كَثِيرٌ بِبَغْدَاذَ وَوَاسِطٍ وَالْكُوفَةِ، وَالْبَطَائِحِ إِلَى عَبَّادَانَ، وَكَانَ بِبَغْدَاذَ نَحْوَ ذِرَاعٍ، وَبَقِيَ فِي الطُّرُقِ نَحْوَ عِشْرِينَ يَوْمًا.
وَفِيهَا وَقَعَتِ الْفِتْنَةُ بِبَغْدَاذَ فِي رَجَبٍ، وَكَانَ أَوَّلُهَا أَنَّ بَعْضَ الْهَاشِمِيِّينَ مِنْ بَابِ الْبَصْرَةِ أَتَى ابْنَ الْمُعَلِّمِ فَقِيهَ الشِّيعَةِ فِي مَسْجِدِهِ بِالْكَرْخِ، فَآذَاهُ، وَنَالَ مِنْهُ، فَثَارَ بِهِ أَصْحَابُ ابْنِ الْمُعَلِّمِ، وَاسْتَنْفَرَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا، وَقَصَدُوا أَبَا حَامِدٍ الْإِسْفَرَايِينِيَّ وَابْنَ الْأَكْفَانِيِّ فَسَبُّوهُمَا وَطَلَبُوا الْفُقَهَاءَ لِيُوقِعُوا بِهِمْ، فَهَرَبُوا، وَانْتَقَلَ أَبُو حَامِدٍ الْإِسْفَرَايِينِيُّ إِلَى دَارِ الْقُطْنِ، وَعَظُمَتِ الْفِتْنَةُ، ثُمَّ إِنَّ السُّلْطَانَ أَخَذَ جَمَاعَةً وَسَجَنَهُمْ، فَسَكَنُوا، وَعَادَ أَبُو حَامِدٍ إِلَى مَسْجِدِهِ، وَأَخْرَجَ ابْنَ الْمُعَلِّمِ مِنْ بَغْدَاذَ، فَشَفَعَ فِيهِ عَلِيُّ بْنُ مَزْيَدٍ فَأُعِيدَ.