وَفِيهَا جَلَسَ الْقَادِرُ بِاللَّهِ لِأَهْلِ خُرَاسَانَ، بَعْدَ عَوْدِهِمْ مِنَ الْحَجِّ، وَقَالَ لَهُمْ. فِي مَعْنَى الْخُطْبَةِ لَهُ، وَحَمَلُوا رِسَالَةً وَكُتُبًا إِلَى صَاحِبِ خُرَاسَانَ فِي الْمَعْنَى.
وَفِيهَا عُقِدَ النِّكَاحُ لِلْقَادِرِ عَلَى بِنْتِ بَهَاءِ الدَّوْلَةِ بِصَدَاقٍ مَبْلَغُهُ مِائَةُ أَلْفَ دِينَارٍ، وَكَانَ الْعَقْدُ بِحَضْرَتِهِ، وَالْوَلِيُّ النَّقِيبُ أَبُو أَحْمَدَ الْحُسَيْنُ بْنُ مُوسَى، وَالِدُ الرَّضِيِّ، وَمَاتَتْ قَبْلَ النَّقْلَةِ.
وَفِيهَا كَانَ بِالْعِرَاقِ غَلَاءٌ شَدِيدٌ فَبِيعَتْ كَارَّةُ الدَّقِيقِ بِمِائَتَيْنِ وَسِتِّينَ دِرْهَمًا، وَكُرُّ الْحِنْطَةِ بِسِتَّةِ آلَافٍ وَسِتِّمِائَةِ دِرْهَمٍ غِيَاثِيَّةٍ.
وَفِيهَا بَنَى أَبُو نَصْرٍ سَابُورُ بْنُ أَرْدَشِيَرَ بِبَغْدَاذَ دَارًا لِلْعِلْمِ، وَوَقَفَ فِيهَا كُتُبًا كَثِيرَةً عَلَى الْمُسْلِمِينَ الْمُنْتَفِعِينَ بِهَا.
[الْوَفَيَاتُ]
وَفِيهَا تُوُفِّيَ أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَهْلٍ الْمَاسَرْجِسِيُّ، الْفَقِيهُ الشَّافِعِيُّ، شَيْخُ أَبِي الطَّيِّبِ الطَّبَرِيِّ بِنَيْسَابُورَ (وَأَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ الْخُوَارَزْمِيُّ الشَّاعِرُ، وَأَبُو طَالِبٍ عَبْدُ السَّلَامِ بْنُ الْحَسَنِ الْمَأْمُونِيُّ، وَهُوَ مِنْ أَوْلَادِ الْمَأْمُونِ، وَكَانَ فَاضِلًا حَسَنَ الشِّعْرِ) .