خُوَاشَاذَهْ يُصْلِحُ أَمْرَهُ لِيُعَاوِدَ حَرْبَ بَاذٍ، فَأَتَاهُ إِبْرَاهِيمُ وَأَبُو الْحَسَنِ ابْنَا نَاصِرِ الدَّوْلَةِ، عَلَى مَا نَذْكُرُهُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى.
ذِكْرُ عِدَّةِ حَوَادِثَ
فِي هَذِهِ السَّنَةِ جَلَسَ الطَّائِعُ لِلَّهِ لِشَرَفِ الدَّوْلَةِ جُلُوسًا عَامًّا حَضَرَهُ أَعْيَانُ الدَّوْلَةِ، وَخَلَعَ عَلَيْهِ، وَحَلَفَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا لِصَاحِبِهِ.
وَفِيهَا وُلِدَ الْأَمِيرُ أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ فَخْرِ الدَّوْلَةِ فِي رَجَبٍ.
وَفِيهَا سَارَ الصَّاحِبُ بْنُ عَبَّادٍ إِلَى طَبَرِسْتَانَ فَأَصْلَحَهَا، وَنَفَى الْمُتَغَلِّبِينَ عَنْهَا، وَفَتَحَ عِدَّةَ حُصُونٍ (مِنْهَا: حِصْنُ قُرَيْمٍ) ، وَعَادَ فِي سَنَتِهِ.
وَفِيهَا عَصَى الْأَمِيرُ أَبُو مَنْصُورِ بْنُ كُورِيكَنْجَ، صَاحِبُ قَزْوِينَ، عَلَى فَخْرِ الدَّوْلَةِ، فَلَاطَفَهُ فَخْرُ الدَّوْلَةِ، وَبَذَلَ لَهُ الْأَمَانَ وَالْإِحْسَانَ، فَعَادَ إِلَى طَاعَتِهِ.
وَفِيهَا، فِي رَمَضَانَ، حَدَثَتْ فِتْنَةٌ شَدِيدَةٌ بَيْنَ الدَّيْلَمِ وَالْعَامَّةِ بِمَدِينَةِ الْمَوْصِلِ، قُتِلَ فِيهَا مَقْتَلَةٌ عَظِيمَةٌ، ثُمَّ أُصْلِحَ الْحَالُ بَيْنَ الطَّائِفَتَيْنِ.
وَفِيهَا تَأَخَّرَ الْمَطَرُ حَتَّى انْتَصَفَ كَانُونُ الثَّانِي، وَغَلَتِ الْأَسْعَارُ بِالْعِرَاقِ وَمَا يُجَاوِرُهُ مِنَ الْبِلَادِ، وَاسْتَسْقَى النَّاسُ مَرَّتَيْنِ فَلَمْ يُسْقَوْا، حَتَّى جَاءَ الْمَطَرُ سَابِعَ عَشَرَ كَانُونَ الثَّانِي، وَزَالَ الْقُنُوطُ، وَتَتَابَعَتِ الْأَمْطَارُ.