الْأَصْنَامِ، وَأَقَامَ فِيهَا شِعَارَ الْإِسْلَامِ، وَسَارَ عَنْهَا يَفْتَحُ الْبِلَادَ وَيَقْتُلُ أَهْلَهَا فَلَمَّا بَلَغَ مَا أَرَادَهُ عَادَ إِلَى غَزْنَةَ.
فَلَمَّا بَلَغَ الْخَبَرُ إِلَى جِيبَالَ سُقِطَ فِي يَدِهِ، وَجَمَعَ الْعَسَاكِرَ وَسَارَ فِي مِائَةِ أَلْفَ مُقَاتِلٍ، فَلَقِيَهُ سُبُكْتِكِينُ، وَأَمَرَ أَصْحَابَهُ أَنْ يَتَنَاوَبُوا الْقِتَالَ مَعَ الْهُنُودِ فَفَعَلُوا ذَلِكَ فَضَجِرَ الْهُنُودُ مِنْ دَوَامِ الْقِتَالِ مَعَهُمْ، وَحَمَلُوا حَمْلَةً وَاحِدَةً، فَعِنْدَ ذَلِكَ اشْتَدَّ الْأَمْرُ وَعَظُمَ الْخَطْبُ، وَحَمَلَ أَيْضًا الْمُسْلِمُونَ جَمِيعُهُمْ، وَاخْتَلَطَ بَعْضُهُمْ بِبَعْضٍ، فَانْهَزَمَ الْهُنُودُ، وَأَخَذَهُمُ السَّيْفُ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ، وَأَسَرَ مِنْهُمْ مَا لَا يُعَدُّ وَغَنِمَ أَمْوَالَهُمْ وَأَثْقَالَهُمْ وَدَوَابَّهُمُ الْكَثِيرَةَ.
وَذَلَّ الْهُنُودُ بَعْدَ هَذِهِ الْوَقْعَةِ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ بَعْدَهَا رَايَةٌ، وَرَضُوا بِأَنْ لَا يُطْلَبُوا فِي أَقَاصِي بِلَادِهِمْ، وَلَمَّا قَوِيَ سُبُكْتِكِينُ، بَعْدَ هَذِهِ الْوَقْعَةِ، أَطَاعَهُ الْأَفْغَانِيَّةُ وَالْخُلْجُ وَصَارُوا فِي طَاعَتِهِ.
ذِكْرُ مُلْكِ قَابُوسَ بْنِ وَشْكَمِيرَ جُرْجَانَ
فِي هَذِهِ السَّنَةِ تُوُفِّيَ ظَهِيرُ الدَّوْلَةِ بِيسَتُونَ بْنُ وَشْكَمِيرَ بِجُرْجَانَ، وَكَانَ قَابُوسٌ أَخُوهُ زَائِرًا خَالَهُ رُسْتُمَ بِجَبَلِ شَهْرَيَارَ، وَخَلَّفَ بِيسَتُونُ ابْنًا صَغِيرًا بِطَبَرِسْتَانَ مَعَ جَدِّهِ لِأُمِّهِ، فَطَمِعَ أَنْ يَأْخُذَ الْمُلْكَ، فَبَادَرَ إِلَى جُرْجَانَ، فَرَأَى بِهَا جَمَاعَةً مِنَ الْقُوَّادِ قَدْ مَالُوا إِلَى قَابُوسٍ، فَقَبَضَ عَلَيْهِمْ، وَبَلَغَ الْخَبَرُ إِلَى قَابُوسٍ فَسَارَ إِلَى جُرْجَانَ، فَلَمَّا قَارَبَهَا خَرَجَ الْجَيْشُ إِلَيْهِ، وَأَجْمَعُوا عَلَيْهِ، وَمَلَّكُوهُ، وَهَرَبَ مَنْ كَانَ مَعَ ابْنِ بِيسَتُونَ، فَأَخَذَهُ عَمُّهُ قَابُوسٌ وَكَفَلَهُ، وَجَعَلَهُ أُسْوَةَ أَوْلَادِهِ، وَاسْتَوْلَى عَلَى جُرْجَانَ وَطَبَرِسْتَانَ.
ذِكْرُ عِدَّةِ حَوَادِثَ
فِي هَذِهِ السَّنَةِ، فِي جُمَادَى الْأُولَى، نُقِلَتِ ابْنَةُ عِزِّ الدَّوْلَةِ بَخْتِيَارَ إِلَى الطَّائِعِ لِلَّهِ، وَكَانَ تَزَوَّجَهَا.
[الْوَفَيَاتُ]
وَفِيهَا تُوُفِّيَ أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَكَرِيَّاءَ بْنِ حَيَّوَيْهِ فِي رَجَبٍ.