الْمَذْهَبِ، عَالِمًا بِالشَّعْرِ وَالْأَخْبَارِ وَغَيْرِهِمَا، وَكَانَ نَاسِكًا.
ذِكْرُ عِدَّةِ حَوَادِثَ
فِي هَذِهِ السَّنَةِ سَارَ قُفْلٌ عَظِيمٌ مِنْ أَنْطَاكِيَةَ إِلَى طَرَسُوسَ وَمَعَهُمْ صَاحِبُ أَنْطَاكِيَةَ، فَخَرَجَ عَلَيْهِمْ كَمِينٌ لِلرُّومِ، فَأَخَذَ مَنْ كَانَ فِيهَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ، وَقَتَلَ كَثِيرًا مِنْهُمْ، وَأَفْلَتَ صَاحِبُ أَنْطَاكِيَةَ وَبِهِ جِرَاحَاتٌ.
وَفِيهَا فِي رَمَضَانَ، دَخَلَ نَجَا غُلَامُ سَيْفِ الدَّوْلَةِ بِلَادَ الرُّومِ مِنْ نَاحِيَةِ مَيَّافَارِينَ غَازِيًا، وَإِنَّهُ فِي رَمَضَانَ غَنِمَ مَا قِيمَتُهُ قِيمَةٌ عَظِيمَةٌ، وَسَبَى، وَأَسَرَ وَخَرَجَ سَالِمًا.
[الْوَفَيَاتُ]
وَفِيهَا مَاتَ الْقَاضِي أَبُو السَّائِبِ عُتْبَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، وَقُبِضَتْ أَمْلَاكُهُ، وَتَوَلَّى قَضَاءَ الْقُضَاةِ أَبُو الْعَبَّاسِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي الشَّوَارِبِ، وَضَمِنَ أَنْ يُؤَدِّيَ كُلَّ سَنَةٍ مِائَتَيْ أَلْفِ دِرْهَمٍ، وَهُوَ أَوَّلُ مَنْ ضَمِنَ الْقَضَاءَ، وَكَانَ ذَلِكَ أَيَّامَ مُعِزِّ الدَّوْلَةِ، وَلَمْ يُسْمَعْ بِذَلِكَ قَبْلَهُ، فَلَمْ يَأْذَنْ لَهُ الْخَلِيفَةُ الْمُطِيعُ لِلَّهِ بِالدُّخُولِ عَلَيْهِ، وَأَمَرَ بِأَنْ لَا يَحْضُرَ الْمَوْكِبَ لَمِا ارْتَكَبَهُ مِنْ ضَمَانِ الْقَضَاءِ، ثُمَّ ضَمِنَتْ بَعْدَهُ الْحِسْبَةُ وَالشُّرْطَةُ بِبَغْدَاذَ.
وَفِيهَا وَصَلَ أَبُو الْقَاسِمِ أَخُو عِمْرَانَ بْنِ شَاهِينَ إِلَى مُعِزِّ الدَّوْلَةِ مُسْتَأْمِنًا.