فَلَمَّا رَأَى أَهْلُ سَائِرِ الْقِلَاعِ ذَلِكَ أَطَاعُوا، فَلَمَّا عَادَتِ الْبِلَادُ الْإِسْلَامِيَّةُ إِلَى طَاعَتِهِ، رَحَلَ عَنْ إِفْرِيقِيَّةَ فِي ذِي الْحِجَّةِ سَنَةَ تِسْعٍ وَعِشْرِينَ وَثَلَاثِمِائَةٍ، وَأَخَذَ مَعَهُ وُجُوهَ أَهْلِ جُرْجَنْتَ، وَجَعَلَهُمْ فِي مَرْكِبٍ، وَأَمَرَ بِنَقْبِهِ وَهُوَ فِي لُجَّةِ الْبَحْرُ فَغَرِقُوا.
ذِكْرُ عِدَّةِ حَوَادِثَ
فِي هَذِهِ السَّنَةِ خَرَجَتِ الْفِرِنْجُ إِلَى بِلَادِ الْأَنْدَلُسِ الَّتِي لِلْمُسْلِمِينَ، فَنَهَبُوا وَقَتَلُوا وَسَبَوْا، وَمِمَّنْ قُتِلَ مِنَ الْمَشْهُورِينَ جِحَافُ بْنُ يُمْنٍ قَاضِي بَلَنْسِيَةَ.
[الْوَفَيَاتُ]
وَفِيهَا تُوُفِّيَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سُفْيَانَ أَبُو الْحُسَيْنِ الْخَزَّازُ النَّحْوِيُّ فِي رَبِيعٍ الْأَوَّلِ، وَكَانَ صَحِبَ ثَعْلَبًا وَالْمُبَرِّدَ، وَلَهُ تَصَانِيفُ فِي عُلُومِ الْقُرْآنِ.