هَارُونَ (عَلَى حِينِ) غَفْلَةٍ، وَقَبَضَ عَلَى أَبِي جَعْفَرٍ وَغَيْرِهِ مِنْ أَعْيَانِ الْعَلَوِيِّينَ، وَحَمَلَهُمْ إِلَى بُخَارَى، فَاعْتُقِلُوا بِهَا إِلَى أَنْ خَلَصُوا أَيَّامَ فِتْنَةِ أَبِي زَكَرِيَّاءَ، عَلَى مَا نَذْكُرُهُ.

وَلَمَّا فَرَغَ أَسْفَارٌ مِنْ أَمْرِ طَبَرِسْتَانَ سَارَ إِلَى الرَّيِّ، وَبِهَا مَاكَانُ بْنُ كَالِي، فَأَخَذَهَا مِنْهُ، وَاسْتَوْلَى عَلَيْهَا، وَسَارَ مَاكَانُ إِلَى طَبَرِسْتَانَ، فَأَقَامَ هُنَاكَ. وَأَحَبَّ أَسْفَارٌ أَنْ يَسْتَوْلِيَ عَلَى قَلْعَةِ أَلَمُوتَ، وَهِيَ قَلْعَةٌ عَلَى جَبَلٍ شَاهِقٍ مِنْ حُدُودِ الدَّيْلَمِ، وَكَانَتْ لِسِيَاهْ جَشْمَ بْنِ مَالِكٍ الدَّيْلَمِيِّ، وَمَعْنَاهُ الْأَسْوَدُ الْعَيْنِ لِأَنَّهُ كَانَ عَلَى إِحْدَى عَيْنَيْهِ شَامَةٌ سَوْدَاءُ، فَرَاسَلَهُ أَسْفَارٌ وَهَنَّأَهُ، فَقَدِمَ عَلَيْهِ، فَسَأَلَهُ أَنْ يَجْعَلَ عِيَالَهُ فِي قَلْعَةِ أَلَمُوتَ، وَوَلَّاهُ قَزْوِينَ، فَأَجَابَهُ إِلَى ذَلِكَ، فَنَقَلَهُمْ إِلَيْهَا، ثُمَّ كَانَ يُرْسِلُ إِلَيْهِمْ مَنْ يَثِقُ بِهِ مِنْ أَصْحَابِهِ، فَلَمَّا حَصَلَ فِيهَا مِائَةُ رَجُلٍ اسْتَدْعَاهُ مِنْ قَزْوِينَ، فَلَمَّا حَضَرَ عِنْدَهُ قَبَضَ عَلَيْهِ، وَقَتَلَهُ بَعْدَ أَيَّامٍ.

وَكَانَ أَسْفَارٌ لَمَّا اجْتَازَ بِسُمْنَانَ اسْتَأْمَنَ إِلَيْهِ ابْنُ أَمِيرٍ كَانَ صَاحِبَ جَبَلِ دَنْبَاوَنْدَ، وَامْتَنَعَ مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ السُّمَّانِيُّ مِنَ النُّزُولِ إِلَيْهِ، وَامْتَنَعَ بِحِصْنٍ بِقَرْيَةِ رَأْسِ الْكَلْبِ، فَحَقَدَهَا عَلَيْهِ أَسْفَارٌ، فَلَمَّا اسْتَوْلَى عَلَى الرَّيِّ أَنْفَذَ إِلَيْهِ جَيْشًا يَحْصُرُونَهُ، وَعَلَيْهِمْ إِنْسَانٌ يُقَالُ لَهُ عَبْدُ الْمَلِكِ (الدَّيْلَمِيُّ، فَحَصَرُوهُ) ، وَلَمْ يُمْكِنْهُمُ الْوُصُولُ إِلَيْهِ، فَوَضَعَ عَلَيْهِ عَبْدُ الْمَلِكِ مَنْ يُشِيرُ عَلَيْهِ بِمُصَالَحَتِهِ فَفَعَلَ، وَأَجَابَهُ عَبْدُ الْمَلِكِ إِلَى الْمَسْأَلَةِ، ثُمَّ وَضَعَ عَلَيْهِ مَنْ يُحَسِّنُ لَهُ أَنْ يُضِيفَ عَبْدَ الْمَلِكِ، فَأَضَافَهُ، فَحَضَرَ فِي جَمَاعَةٍ مِنْ شُجْعَانِ أَصْحَابِهِ، فَتَرَكَهُمْ تَحْتَ الْحِصْنِ، وَصَعِدَ وَحْدَهُ إِلَى مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ، فَتَحَادَثَا سَاعَةً، ثُمَّ اسْتَخْلَاهُ عَبْدُ الْمَلِكِ لِيُشِيرَ إِلَيْهِ شَيْئًا فَفَعَلَ ذَلِكَ، وَلَمْ يَبْقَ عِنْدَهُمَا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015