314 -
ثُمَّ دَخَلَتْ سَنَةُ أَرْبَعَ عَشْرَةَ وَثَلَاثِمِائَةٍ
ذِكْرُ مَسِيرِ ابْنِ أَبِي السَّاجِ إِلَى وَاسِطَ
وَفِي هَذِهِ السَّنَةِ قَلَّدَ الْمُقْتَدِرُ يُوسُفَ بْنَ أَبِي السَّاجِ نَوَاحِيَ الْمَشْرِقِ، (وَأَذِنَ لَهُ) فِي أَخْذِ أَمْوَالِهَا وَصَرْفِهَا إِلَى قُوَّادِهِ وَأَجْنَادِهِ، وَأَمَرَهُ بِالْقُدُومِ إِلَى بَغْدَاذَ مِنْ أَذْرَبِيجَانَ، وَالْمَسِيرِ إِلَى وَاسِطَ، لِيَسِيرَ إِلَى هَجَرَ لِمُحَارَبَةِ أَبِي طَاهِرٍ الْقَرْمَطِيِّ، فَسَارَ إِلَى وَاسِطَ، وَكَانَ بِهَا مُؤْنِسٌ الْمُظَفَّرُ، فَلَمَّا قَارَبَهَا يُوسُفُ صَعِدَ مُؤْنِسٌ إِلَى بَغْدَاذَ لِيُقِيمَ بِهَا، وَجَعَلَ لَهُ أَمْوَالَ الْخَرَاجِ بِنُوَاحِي هَمَذَانَ، وَسَاوَةَ، وَقُمَّ، وَقَاشَانَ، وَمَاهَ الْبَصْرَةِ، وَمَاهَ الْكُوفَةِ، وَمَاسَبَذَانَ، لِيُنْفِقَهَا عَلَى مَائِدَتِهِ، وَيَسْتَعِينَ بِذَلِكَ عَلَى مُحَارَبَةِ الْقَرَامِطَةِ، وَكَانَ هَذَا كُلُّهُ مِنْ تَدْبِيرِ الْخَصِيبِيِّ.
ذِكْرُ الْحَرْبِ بَيْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَمْدَانَ وَالْأَكْرَادِ وَالْعَرَبِ
وَفِي هَذِهِ السَّنَةِ أَفْسَدَ الْأَكْرَادُ وَالْعَرَبُ بِأَرْضِ الْمَوْصِلِ وَطَرِيقِ خُرَاسَانَ، وَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حَمْدَانَ يَتَوَلَّى الْجَمِيعَ وَهُوَ بِبَغْدَاذَ، وَابْنُهُ نَاصِرُ الدَّوْلَةِ بِالْمَوْصِلِ، فَكَتَبَ