وَدَخَلَ الْمُنْهَزِمُونَ بَغْدَاذَ، فَتَقَدَّمَ الْمُقْتَدِرُ إِلَى مُؤْنِسٍ الْمُظَفَّرِ بِالْخُرُوجِ إِلَى الْكُوفَةِ، فَسَارَ إِلَيْهَا، فَبَلَغَهَا وَقَدْ عَادَ الْقَرَامِطَةُ عَنْهَا، فَاسْتَخْلَفَ عَلَيْهَا يَاقُوتًا، وَسَارَ مُؤْنِسٌ إِلَى وَاسِطَ خَوْفًا عَلَيْهَا مِنْ أَبِي طَاهِرٍ، وَخَافَ أَهْلُ بَغْدَاذَ وَانْتَقَلَ النَّاسُ إِلَى الْجَانِبِ الشَّرْقِيِّ، وَلَمْ يَحُجَّ فِي هَذِهِ السَّنَةِ (مِنَ النَّاسِ) أَحَدٌ.
ذِكْرُ عِدَّةِ حَوَادِثَ
فِي هَذِهِ السَّنَةِ خَلَعَ الْمُقْتَدِرُ عَلَى نَجَحٍ الطُّولُونِيِّ وَوَلِيَ أَصْبَهَانَ.
وَفِيهَا وَرَدَ رَسُولُ مَلِكِ الرُّومِ بِهَدَايَا كَثِيرَةٍ، وَمَعَهُ أَبُو عُمَرَ بْنُ عَبْدِ الْبَاقِي فَطَلَبَا مِنَ الْمُقْتَدِرِ الْهُدْنَةَ وَتَقْرِيرَ الْفِدَاءِ فَأُجِيبَا إِلَى ذَلِكَ بَعْدَ غَزَاةِ الصَّائِفَةِ.
وَفِي هَذِهِ السَّنَةِ خُلِعَ عَلَى جِنِّيِّ الصَّفْوَانِيِّ بَعْدَ عَوْدِهِ مِنْ دِيَارِ مِصْرَ. وَفِيهَا اسْتُعْمِلَ سَعِيدُ بْنُ حَمْدَانَ عَلَى الْمَعَاوِنِ وَالْحَرْبِ بِنَهَاوَنْدَ.