وَهُمْ بِطَبَرِسْتَانَ، وَجُرْجَانَ وَفَارَقَ طَاعَةَ الْمُقْتَدِرِ وَعَصَى عَلَيْهِ، وَوَصَلَ رَأْسُهُ إِلَى بَغْدَاذَ.
وَكَانَ ابْنُ الْفُرَاتِ يَقَعُ فِي نَصْرٍ الْحَاجِبِ، وَيَقُولُ لِلْمُقْتَدِرِ إِنَّهُ هُوَ الَّذِي أَمَرَ أَحْمَدَ بْنَ عَلِيٍّ بِالْعِصْيَانِ لِمَوَدَّةٍ بَيْنَهُمَا.
وَكَانَ قَتْلُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ آخَرَ ذِي الْقِعْدَةِ، وَاسْتَوْلَى ابْنُ أَبِي السَّاجِ عَلَى الرَّيِّ، وَدَخَلَهَا فِي ذِي الْحِجَّةِ مِنَ السَّنَةِ، ثُمَّ سَارَ عَنْهَا فِي أَوَّلِ سَنَةِ ثَلَاثَ عَشْرَةَ وَثَلَاثِمِائَةٍ إِلَى هَمَذَانَ، وَاسْتَخْلَفَ بِالرَّيِّ مُفْلِحًا، فَأَخْرَجَهُ أَهْلُ الرَّيِّ عَنْهُمْ فَلِحَقَ يُوسُفَ، وَعَادَ يُوسُفُ إِلَى الرَّيِّ فِي جُمَادَى الْآخِرَةِ سَنَةَ ثَلَاثَ عَشْرَةَ وَثَلَاثِمِائَةٍ وَاسْتَوْلَى عَلَيْهَا.
ذِكْرُ عِدَّةِ حَوَادِثَ
وَفِيهَا غَزَا مُؤْنِسٌ الْمُظَفَّرُ بِلَادَ الرُّومِ، فَغَنِمَ وَفَتَحَ حُصُونًا، وَغَزَا ثَمِلٌ أَيْضًا فِي الْبَحْرِ، فَغَنِمَ مِنَ السَّبْيِ أَلْفَ رَأْسٍ، وَمِنَ الدَّوَابِّ ثَمَانِيَةَ آلَافِ رَأْسٍ، وَمِنَ الْغَنَمِ مِائَتَيْ أَلْفِ رَأْسٍ، وَمِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ شَيْئًا كَثِيرًا.
وَفِيهَا ظَهَرَ جَرَادٌ كَثِيرٌ بِالْعِرَاقِ فَأَضَرَّ بِالْغَلَّاتِ وَالشَّجَرِ وَعَظُمَ.
وَفِيهَا اسْتُعْمِلَ بُنِّيُّ بْنُ نَفِيسٍ عَلَى حَرْبِ أَصْبَهَانَ.
[الْوَفَيَاتُ]
وَفِيهَا تُوُفِّيَ بَدْرٌ الْمُعْتَضِدِيُّ بِفَارِسَ، وَهُوَ أَمِيرُهَا، وَوَلِيَ ابْنُهُ مُحَمَّدٌ مَكَانَهُ.
وَفِيهَا تُوُفِّيَ أَبُو مُحَمَّدٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ الْجُرَيْرِيُّ الصُّوفِيُّ، وَهُوَ مِنْ مَشَاهِيرِ مَشَايِخِهِمْ