وَكَانَ الْأَكَاسِرَةُ قَبْلَ سَابُورَ ذِي الْأَكْتَافِ يَنْزِلُونَ طَيْسَفُونَ، وَهِيَ الْمَدِينَةُ الْغَرْبِيَّةُ مِنَ الْمَدَائِنِ، فَلَمَّا نَشَأَ سَابُورُ بَنَى الْإِيوَانَ بِالْمَدَائِنِ الشَّرْقِيَّةِ وَانْتَقَلَ إِلَيْهِ وَصَارَ هُوَ دَارَ الْمُلْكِ، وَهُوَ بَاقٍ إِلَى الْآنَ، وَنَحْنُ فِي سَنَةِ خَمْسٍ وَعِشْرِينَ وَسِتِّمِائَةٍ.
ذِكْرُ مُلْكِ أَرْدَشِيرَ بْنِ هُرْمُزَ بْنِ نَرْسِي بْنِ بَهْرَامَ بْنِ سَابُورَ بْنِ أَرْدَشِيرَ بْنِ بَابَكَ أَخِي سَابُورَ
فَلَمَّا مَلَكَ وَاسْتَقَرَّ لَهُ الْمُلْكُ عَطَفَ عَلَى الْعُظَمَاءِ وَذَوِي الرِّئَاسَةِ فَقَتَلَ مِنْهُمْ خَلْقًا كَثِيرًا، فَخَلَعَهُ النَّاسُ بَعْدَ أَرْبَعِ سِنِينَ مِنْ مُلْكِهِ.
ذِكْرُ مُلْكِ سَابُورَ بْنِ سَابُورَ ذِي الْأَكْتَافِ
فَلَمَّا مُلِّكَ بَعْدَ خَلْعِ عَمِّهِ اسْتَبْشَرَ النَّاسُ بِعَوْدِ مُلْكِ أَبِيهِ إِلَيْهِ، وَكَتَبَ إِلَى الْعُمَّالِ بِالْعَدْلِ وَالرِّفْقِ بِالرَّعِيَّةِ وَأَمَرَ بِذَلِكَ وُزَرَاءَهُ وَحَاشِيَتَهُ، وَأَطَاعَهُ عَمُّهُ الْمَخْلُوعُ وَأَحَبَّتْهُ رَعِيَّتُهُ، ثُمَّ إِنَّ الْعُظَمَاءَ وَأَهْلَ الشَّرَفِ قَطَعُوا أَطْنَابَ خَيْمَةٍ كَانَ فِيهَا فَسَقَطَتْ عَلَيْهِ فَقَتَلَتْهُ.
وَكَانَ مُلْكُهُ خَمْسَ سِنِينَ.
ذِكْرُ مُلْكِ أَخِيهِ بَهْرَامَ بْنِ سَابُورَ ذِي الْأَكْتَافِ
وَكَانَ يُلَقَّبُ كَرْمَانْ شَاهْ، لِأَنَّ أَبَاهُ مَلَّكَهُ كَرْمَانَ فِي حَيَاتِهِ، فَكَتَبَ إِلَى الْقُوَّادِ كِتَابًا