وَكَانَتْ خِلَافَتُهُ تِسْعَ سِنِينَ وَتِسْعَةَ أَشْهُرٍ، وَثَلَاثَةَ عَشَرَ يَوْمًا ; وَخَلَّفَ مِنَ الْوَلَدِ الذُّكُورِ: عَلِيًّا وَهُوَ الْمُكْتَفِي، وَجَعْفَرًا وَهُوَ الْمُقْتَدِرُ، وَهَارُونُ، وَمِنَ الْبَنَاتِ إِحْدَى عَشْرَةَ بِنْتًا، وَقِيلَ: سَبْعَ عَشْرَةَ.

(وَلَمَّا حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ أَنْشَدَ:

تَمَتَّعْ مِنَ الدُّنْيَا فَإِنَّكَ لَا تَبْقَى وَخُذْ ... صَفْوَهَا مَا إِنْ صَفَتْ وَدَعِ الرَّنْقَا

وَلَا تَأْمَنَنَّ الدَّهْرَ إِنِّي أَمِنْتُهُ فَلَمْ ... يُبْقِ لِي حَالًا وَلَا يَرْعَ لِي حَقَّا

قَتَلْتُ صَنَادِيدَ الرِّجَالِ وَلَمْ أَدَعْ ... عَدُوًّا وَلَمْ أُمْهِلْ عَلَى طَغْيِهِ خَلْقَا

وَأَخْلَيْتُ دَارَ الْمُلْكِ مِنْ كُلِّ نَازِعٍ ... فَشَرَّدْتُهُمْ غَرْبًا وَمَزَّقْتُهُمْ شَرْقَا

فَلَمَّا بَلَغْتُ النَّجْمَ عِزًّا وَرِفْعَةً ... وَصَارَتْ رِقَابُ الْخَلْقِ أَجْمَعَ لِي رِقَّا

رَمَانِي الرَّدَى سَهْمًا فَأَخْمَدَ جَمْرَتِي ... فَهَا أَنَا ذَا فِي حُفْرَتِي عَاجِلًا أُلْقَى

وَلَمْ يُغْنِ عَنِّي مَا جَمَعْتُ وَلَمْ أَجِدْ ... لِذِي الْمُلْكِ وَالْأَحْيَاءِ فِي حُسْنِهَا رِفْقَا

فَيَا لَيْتَ شِعْرِي بَعْدَ مَوْتِيَ مَا أَلْقَى

؟

إِلَى نِعَمِ الرَّحْمَنِ أَمْ نَارِهِ أُلْقَى

طور بواسطة نورين ميديا © 2015