[ثُمَّ دَخَلَتْ سَنَةُ سِتٍّ وَثَمَانِينَ وَمِائَتَيْنِ]

286 -

ثُمَّ دَخَلَتْ سَنَةُ سِتٍّ وَثَمَانِينَ وَمِائَتَيْنِ

وَفِي هَذِهِ السَّنَةِ وَجَّهَ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي السَّاجِ الْمَعْرُوفُ بِأَبِي الْمُسَافِرِ إِلَى بَغْدَاذَ رَهِينَةً بِمَا ضَمِنَ مِنَ الطَّاعَةِ وَالْمُنَاصَحَةِ، وَمَعَهُ هَدَايَا جَلِيلَةٌ.

وَفِيهَا أَرْسَلَ عَمْرُو بْنُ اللَّيْثِ هَدِيَّةً إِلَى الْمُعْتَضِدِ مِنْ نَيْسَابُورَ، فَكَانَتْ قِيمَتُهَا أَرْبَعَةُ آلَافِ [أَلْفِ] دِرْهَمٍ.

ذِكْرُ ابْتِدَاءِ أَمْرِ الْقَرَامِطَةِ بِالْبَحْرَيْنِ

وَفِيهَا ظَهَرَ رَجُلٌ مِنَ الْقَرَامِطَةِ يُعْرَفُ بِأَبِي سَعِيدٍ الْجَنَّابِيِّ بِالْبَحْرَيْنِ، فَاجْتَمَعَ إِلَيْهِ جَمَاعَةٌ مِنَ الْأَعْرَابِ وَالْقَرَامِطَةِ، وَقَوِيَ أَمْرُهُ، فَقَتَلَ مَا حَوْلَهُ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى، ثُمَّ سَارَ إِلَى الْقَطِيفِ فَقَتَلَ [مَنْ] بِهَا، وَأَظْهَرَ أَنَّهُ يُرِيدُ الْبَصْرَةَ، فَكَتَبَ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى الْوَاثِقِيُّ، وَكَانَ مُتَوَلِّيَ الْبَصْرَةِ، إِلَى الْمُعْتَضِدِ بِذَلِكَ، فَأَمَرَهُ بِعَمَلِ سُورٍ عَلَى الْبَصْرَةِ، وَكَانَ مَبْلَغُ الْخَرْجِ عَلَيْهِ أَرْبَعَةَ عَشَرَ أَلْفَ دِينَارٍ.

وَكَانَ ابْتِدَاءُ الْقَرَامِطَةِ بِنَاحِيَةِ الْبَحْرَيْنِ أَنَّ رَجُلًا يُعْرَفُ بِيَحْيَى بْنِ الْمَهْدِيِّ قَصَدَ الْقَطِيفَ فَنَزَلَ عَلَى رَجُلٍ يُعْرَفُ بِعَلِيِّ بْنِ الْمُعَلَّى بْنِ حَمْدَانَ، مَوْلَى الزِّيَادِيِّينَ، وَكَانَ مُغَالِيًا فِي التَّشَيُّعِ، فَأَظْهَرَ لَهُ يَحْيَى أَنَّهُ رَسُولُ الْمَهْدِيِّ، وَكَانَ ذَلِكَ سَنَةَ إِحْدَى

طور بواسطة نورين ميديا © 2015