حَرَّكْتَنِي بَعْدَ السُّكُونِ وَإِنَّمَا
حَرَّكْتَ مِنْ حِصْنٍ جِبَالَ تِهَامِ ... وَعَجَمْتَنِي فَعَجَمْتَ مِنِّي مَنْ حَمَى
خَشِنَ الْمَنَاكِبِ كُلَّ يَوْمِ زِحَامِ ... قُلْ لِلْأَمِيرِ أَبِي مُحَمَّدٍ الَّذِي
يَجْلُو بِغُرَّتِهِ دُجَى الْإِظْلَامِ ... أَسْكَنْتَنِي ظِلَّ الْعُلَا فَسَكَنْتُهُ
فِي عِيشَةٍ رَغَدٍ وَعِزٍّ نَامِ ... حَتَّى إِذَا خَلَّيْتَ عَنِّيَ نَابَنِي
نُوَبٌ أَتَتْ وَتَنَكَّرَتْ أَيَّامِي ... فَلَأَشْكُرَنَّ جَمِيلَ مَا أَوْلَيْتِنِي
مَا غَرَّدَتْ فِي الْأَيْكِ وُرْقُ حَمَامِ ... هَذَا أَبُو حَفْصٍ يَدِي وَذَخِيرَتِي
لِلنَّائِبَاتِ وَعُدَّتِي وَسَنَامِي ... نَادَيْتُهُ فَأَجَابَنِي وَهَزَزْتُهُ فَهَزَزْتُ
حَدَّ الصَّارِمِ الصَّمْصَامِ ... مَنْ رَامَ أَنْ يُغْضِيَ الْجُفُونَ عَلَى
الْقَذَى أَوْ يَسْتَكِينَ يَرُومُ غَيْرَ مَرَامِ ... وَيَخِيمُ حِينَ يَرَى الْأَسِنَّةَ شُرَّعًا
وَالْبِيضَ مُصْلَتَةً لَضَرْبِ الْهَامِ
ثُمَّ إِنَّ النُّوشَرِيَّ انْهَزَمَ عَنْ بَكْرٍ، فَقَالَ بَكْرٌ يَذْكُرُ هَرَبَهُ، وَيُعَيِّرُ وَصِيفًا بِالْإِحْجَامِ عَنْهُ، وَيَتَهَدَّدُ بَدْرًا [فِي أَبْيَاتٍ] مِنْهَا:
قَدْ رَأَى النُّوشَرِيُّ حِينَ الْتَقَيْنَا ... مَنْ إِذَا أُشْرِعَ الرِّمَاحُ يَفِرُّ
جَاءَ فِي قَسْطَلٍ لِهَامٍ فَصُلْنَا ... صَوْلَةً دُونَهَا الْكُمَاةُ تَهِرُّ